تاريخ الإنجليز في تأسيس برشلونة.. هل يُنعش راشفورد العلاقة القديمة والمهجورة؟

تاريخ الإنجليز في برشلونة يروي قصة علاقة متقطعة وهادئة بين نادي البلوغرانا ولاعبيه الإنجليز، والتي لم تشهد نشاطاً كبيراً على مدى 126 عاماً؛ حيث لم يرتدِ قميص النادي سوى 11 لاعباً إنجليزياً معظمهم في العصور الأولى من التأسيس، في انتظار إحياء هذه العلاقة الجافة بتعاقد برشلونة رسمياً مع ماركوس راشفورد الذي يُنتظر أن يعيد الحيوية لهذه الصلة التاريخية.

دور الإنجليز المؤسسين في تاريخ برشلونة وأول لاعب إنجليزي يخدم الفريق

من بين 12 مؤسساً لنادي برشلونة، كان اثنان منها إنجليزيان كان لهما تأثير واضح في تأسيس هذا النادي الشهير، ما يؤكد عمق الروابط التي جمعت برشلونة مع إنجلترا في بداياته رغم الافتقار للعلاقة القوية لاحقاً. بعد أسابيع قليلة من تأسيس النادي، وصل المدافع الإنجليزي أرثر ويتي إلى برشلونة برفقة عائلته ذات الأصول الأرستقراطية، ليصبح بذلك أول لاعب إنجليزي يرتدي قميص برشلونة، معلناً بداية حقبة لاسيما كانت محدودة بغياب تام أو شبه انعدام لمشاركات اللاعبين الإنجليز في صفوف الفريق على مدار عقود.

تاريخ الإنجليز في برشلونة بين التألق والتراجع بفعل الحضور المحدود

ظل الظهور الإنجليزي في برشلونة باهتاً رغم بعض المحاولات المبكرة، مثل لاعب العاصمة تشارلز والاس الذي انضم للفريق في موسم 1903-1904 لكنه بدأ اللعب الفعلي مع الفريق الأول عام 1908، حيث خاض 35 مباراة رسمية وسجل 32 هدفاً، فيما بلغ عدد مواجهاته الإجمالية 105 لقاءً مع أكثر من 80 هدفاً. إلى جانبه، برز تشارلز بريسي الذي شارك في تسعينيات العصر الذهبي للنادي، ولعب 70 مباراة رسمية لكنه خاض 19 مباراة في البطولات الرسمية فقط، وسجل خلالها 66 هدفاً. ما بين 1910 و1915 تنقل في برشلونة ستة لاعبين إنجليز آخرين من بينهم بيلي لامب وجاك ألديرسون وجاك غرينويل الذي بقي مع الفريق تسعة مواسم متتالية، موسم واحد منها فقط في التشكيلة الرئيسية، لكن غالبية هؤلاء لم يقدموا حضورًا قوياً، وهو ما يؤشر على ضعف استمرار الإنجليز في صفوف النادي عبر التاريخ.

غاري لينيكر وعودة راشفورد لعلاقة متجددة بين الإنجليز وبرشلونة

لفترة طويلة استمر غياب الإنجليز عن برشلونة، حتى بدايات الثمانينيات عندما وقع النادي مع نجم المنتخبات غاري لينيكر، الذي يُعتبر أنجح لاعب إنجليزي في تاريخ النادي الكتالوني، بعد أن خاض 139 مباراة وسجل 52 هدفاً، كما احتل المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية خلال موسمه الأول في برشلونة؛ وهي المدة التي أعادت إلى الأذهان العلاقة المؤقتة بين برشلونة وإنجلترا. ولاحقاً، فإن انقطاع الصلة استمر لأكثر من ثلاثة عقود، حتى جاء صيف هذا العام بتعاقد برشلونة رسمياً مع ماركوس راشفورد، هذه الخطوة التي قد تُعيد إحياء العلاقة بين النادي واللاعبين الإنجليز. تشير التقارير أيضاً إلى وجود 3 لاعبين من أب إنجليزي وأم باسكية، شاركوا قبل قرن من الزمن واشتهروا في سجلات النادي كل لاعب يحمل جنسية الفيليبين، ما يمثل استثناءً مثيراً في تاريخ العلاقة بين برشلونة والإنجليز.

• الإنجليز المؤسسون: إرث تاريخي لكن محدود الحضور
• الفترات الباهتة والغيابات الطويلة بين اللاعبين الإنجليز
• عودة قوية ومؤثرة مع ماركوس راشفورد لتعزيز الروابط

تاريخ الإنجليز في برشلونة يعكس حالة من الفترات المتقطعة بين الظهور والغياب، إذ أن علاقته مع اللاعبين الإنجليز لم تكن يوماً ما قوية أو متواصلة، رغم أن البداية كانت واعدة مع المؤسسين. حضور غاري لينيكر كان نقطة مضيئة في القرن العشرين، في حين أن انضمام ماركوس راشفورد يشير إلى محاولة لإحياء هذه العلاقة التي كادت أن تختفي تماماً مع مرور السنوات الطويلة. يبقى السؤال: هل سيستطيع راشفورد أن يشعل فصلاً جديداً ومُشرفاً في سجل الإنجليز داخل نادي برشلونة؟