الكريميلن يؤكد: التسوية الأوكرانية لا تعني تطبيع العلاقات مع واشنطن بعد

تسوية الأزمة الأوكرانية وتطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن يمثلان مسارين منفصلين تتفاوت فيهما التعقيدات، حسب ما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الذي أوضح أن كل ملف يسير بطريقته الخاصة ولا يرتبط بشكل مباشر بالآخر؛ ما يعكس تعقيدات العلاقات الدولية الراهنة وترابط القضايا الجيوسياسية.

الفروق الجوهرية بين تسوية الأزمة الأوكرانية وتطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن

أكد دميتري بيسكوف في حديثه الصحفي أن تسوية الأزمة الأوكرانية وتطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن هما قضيتان منفصلتان تمامًا، حيث أن التسوية في أوكرانيا تركز على إنهاء الصراع الداخلي وتحقيق استقرار سياسي في المنطقة، بينما ترتبط محادثات تطبيع العلاقات بإزالة أسباب التوتر السياسي بين روسيا والولايات المتحدة، والتي تشمل عدة ملفات عالقة. وأوضح بيسكوف أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن الصراع الأوكراني لا تعني توقف جهود إعادة بناء جسور التعاون بين البلدين، مما يعكس وجود إرادة للاستمرار في تحسين العلاقات الثنائية، رغم التحديات المطروحة.

الجهود الروسية الأمريكية المستمرة لتطبيع العلاقات وتأثير الأزمة الأوكرانية عليها

تواجه العلاقات الروسية الأمريكية وضعًا معقدًا للغاية، حسب تقييم بيسكوف، الذي أشار إلى أن هناك جهودًا مستمرة لمعالجة حالة التدهور المستمرة بين الطرفين، لكن هذه العملية تحتاج إلى وقت طويل وبذل جهود كبيرة لإعادة مستوى الثقة بين الجانبين. من الجدير بالذكر أن التطورات على صعيد الأزمة الأوكرانية لا تؤثر مباشرة على جهود تطبيع العلاقات؛ لأن الملفين يحملان تعقيدات وأبعاداً مختلفة. ويأتي هذا في ظل استمرار الاجتماعات والمباحثات التي تستهدف إزالة التوترات وتحقيق استقرار أكبر في العلاقات الثنائية، رغم وجود العديد من القضايا العالقة.

إشارات إيجابية من الكرملين وقرارات وزارة الخارجية الروسية نحو استعادة التعاون

وصف المتحدث باسم الكرملين تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التي دعا فيها إلى تكثيف المفاوضات لتسوية الأزمة الأوكرانية بأنها “إشارة إيجابية” يمكن البناء عليها لتقدم ملموس نحو حل النزاع، ما قد يدعم جهود التسوية المتواصلة. كما أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا رسميًا بعد اجتماع وزير الخارجية الروسي بنظيره الأمريكي في كوالالمبور، أكدت فيه وجود التزام متبادل من الطرفين بالبحث عن حلول سلمية للنزاعات القائمة، والعمل على استعادة سبل التعاون الاقتصادي والإنساني، بالإضافة إلى استمرار التواصل الثقافي بين شعبي البلدين. وقد شملت تلك الجهود:

• استئناف الرحلات الجوية المباشرة
• تطبيع عمل البعثات الدبلوماسية
• تعزيز الحوار السياسي المتواصل

تستمر مداولات الكرملين بشأن مسارات تسوية الأزمة الأوكرانية وتطبيع العلاقات مع واشنطن ضمن إطار مفاهيم منفصلة لكنها متوازية، حيث يصر الجانب الروسي على ضرورة معالجة كل ملف وفق خصوصيته، مع الأخذ في الاعتبار أبعاد كل قضية وتعقيداتها السياسية؛ لما ينعكس ذلك من تأثيرات على سياسة المنطقة والاستقرار الدولي، وسط ترقب لتطورات قادمة قد تؤخر أو تسرع خطوات التعاون المتبادل بين الجانبين.