تركيا تكشف عن النظام الدفاعي ASELSAN YILDIRIM 100.. تحول نوعي لحماية المروحيات القتالية من الصواريخ الحرارية

نظام YILDIRIM-100 لمواجهة الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء أصبح الحل الأبرز لحماية المروحيات الهجومية، لا سيما مروحيات “أتاك تي-129” في ساحات القتال الحديثة، حيث يجمع بين تقنيات متقدمة تضمن بقاء المنصات الجوية آمنة من التهديدات الصاروخية الحرارية.

كيف يعمل نظام YILDIRIM-100 لمواجهة الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء؟

عندما يُطلق صاروخ موجه حراريًا على مروحية “أتاك تي-129” أو منصات جوية أخرى، يمنح نظام YILDIRIM-100 الطيار مهلة تتراوح بين 3 إلى 10 ثوانٍ للرد السريع؛ حيث يكتشف النظام التهديد خلال ثانيتين فقط، ثم يوجه شعاع ليزر عالي القوة وغير مرئي للعين المجردة نحو الصاروخ في أقل من ثانية واحدة. تعتمد فاعلية هذا الشعاع على إحداث حالة اضطراب أو “عمى” مؤقت في أجهزة استشعار الصاروخ الحراري، ما يُفقد الصاروخ قدرته على تتبع الهدف وينحرف عن مساره أو يسقط، بينما توفر بعض النسخ طاقة كافية لتعطيل الإلكترونيات داخل الصاروخ لإبطال مفعوله كليًا.

يشتمل النظام على برج مزدوج يمكنه تغطية 360 درجة، ما يمنحه القدرة على التصدي لمجموعة من التهديدات المتعددة في آن واحد، من خلال إطلاق ليزر بأطوال موجية متعددة، ليشوش على أنواع مختلفة من الصواريخ المتقدمة. كما يُزود YILDIRIM-100 بوحدة تحكم إلكترونية ذكية تُسهل التواصل والتكامل السريع مع أنظمة الإنذار المبكر الموجودة على المنصة الجوية.

مميزات نظام YILDIRIM-100 ودوره في تطوير الدفاع الجوي للمروحيات الهجومية

يمتاز نظام YILDIRIM-100 بحجمه الصغير، ووزنه الخفيف، وانخفاض استهلاكه للطاقة، إلى جانب متطلبات صيانة محدودة، ما يجعله نظامًا مرغوبًا في الأسواق العسكرية العالمية. يختلف هذا النظام عن الشعلات الحرارية التقليدية، التي كانت تستخدم سابقًا في الدفاع عن المروحيات؛ إذ تراجعت فاعليتها بشكل كبير مع تطور قدرات الصواريخ الحديثة التي باتت قادرة على التمييز بين حرارة الشعلة وحرارة المنصة.

لم يقتصر استخدام YILDIRIM-100 على مروحيات “أتاك تي-129” فقط، بل تم تطوير نسخ منه لتطبيقات بحرية وبرية، بالإضافة إلى نسخة مطورة تحت اسم YILDIRIM-300 مخصصة للطائرة القتالية التركية “قآن” لمواجهة الصواريخ عالية السرعة من نوع جو-جو. وتعتمد التكنولوجيا المستخدمة على مبدأ توجيه الليزر بشكل دقيق للغاية ضمن نطاق ترددي ضيق من الأشعة تحت الحمراء، مما يشبه عمل نسخة مصغرة من نظام Nazar الدفاعي الليزري، حيث يحدد النظام مصدر التهديد ويستهدفه بعناية فائقة لتعطيل باحث التوجيه الحراري للصاروخ المهاجم.

التحديات والمنافسة العالمية لنظام YILDIRIM-100 في مجال الدفاع الجوي القريب

يُعد نظام YILDIRIM-100 جزءًا من منظومة إلكترونية متكاملة تتضمن أنظمة إنذار مبكر ضد الصواريخ، ومستشعرات تغطي 360 درجة لاكتشاف التهديدات من جميع الاتجاهات، كما يعتمد على برمجيات ذكية تنفذ حسابات لحظية لتوجيه شعاع الليزر بدقة إلى رأس صاروخ التوجيه عند اللحظة المثلى، دون إطلاق شعاع ليزر عشوائي، مما يعكس مدى التطور التقني المتقدم لهذا النظام.

  • كفاءة عالية في مواجهة الصواريخ المحمولة على الكتف
  • دمج واسع في المنصات الجوية، البرية، والبحرية
  • تقنيات ليزر متطورة متعددة الأطوال الموجية
  • صغر الحجم وخفة الوزن مع استهلاك منخفض للطاقة

تشير التقارير إلى أن هذه التقنية تعتبر من أكثر التقنيات العسكرية تعقيدًا وتقدمًا، نظرًا لتكلفتها التشغيلية العالية ودقتها في العمل، مع توقعات بانتهاء مراحل التطوير قريبًا لتصبح جاهزة للاستخدام على نطاق أوسع. ومن الناحية التجارية، يواجه YILDIRIM-100 منافسة قوية من شركات كبرى مثل “نورثروب غرومان” الأمريكية، وشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية، إلى جانب منافسين أوروبيين من إيطاليا وبريطانيا، وشركات أخرى من البرازيل، مع ذلك يبقى النظام التركي إضافة مميزة تعزز من القدرات القتالية لمروحيات “أتاك” وتفتح آفاقًا تصديرية محتملة.

الميزة التفصيل
حجم ووزن صغير وخفيف الوزن وسهل التركيب
مدى التغطية 360 درجة مع القدرة على استهداف تهديدات متعددة
استهلاك الطاقة منخفض، ما يزيد من استدامة الأداء
تعدد الأطوال الموجية يواجه أنواع مختلفة من الصواريخ الحرارية بفعالية

يُعتبر نظام YILDIRIM-100 تطورًا نوعيًا في مجال أنظمة الحماية النشطة للمنصات الجوية، من خلال الجمع بين تقنية الليزر والتوجيه اللحظي مع نظم الرصد الشامل، ما يؤكد أن مروحيات “أتاك” تبقى من بين أفضل المنصات القتالية القادرة على النجاة في بيئات عالية الخطورة، ويضع تركيا في مصاف الدول الرائدة في تكنولوجيا الدفاع الجوي القريب الموجه بالأشعة تحت الحمراء.