مؤمن الجندي يتساءل: ماذا يحدث لمن لا يحب نفسه؟

إلى أين يذهب من لا يحب نفسه؟ سؤال يتردد في أذهان الكثيرين، يحمل بين طياته صدى الألم والتأمل في مصير من يفقد الثقة بأغلى ما يملك: ذاته. في لحظة مفصلية من الحياة، يُسلَّط على الإنسان ضوء قوي لا ليكشف ضعفه، بل ليمنحه فرصة جديدة تليق بآماله وأحلامه، لا بما جناه من أخطاء وهدر.

تأملات حول مصير من لا يحب نفسه بين الألم والفرصة

كنت هناك، أراقب وجهك المشحون بالألم والرجاء، تتوسل أن يسمعك أحد، أن يمنحك فرصة تنفس من هذا العالم القاسي. تهم مُزجت بالاتهامات القاسية كالقتل والتعاطي والانحدار لواحدٍ عرفناه نجماً في الملاعب، وهتف باسمه الجمهور كطقس لا يُمل. ومع ذلك، صدّقك الجمهور، لم تكن تلك الثقة عمياء، بل كانت نبراساً للعودة، العودة لما يجب أن تكون عليه، وهبّت لك قلوب محبة وراضية أن تعود. صعدت من بين الهاوية، شكلت لك فرصة نجاة لم تكتمل بعد.

النجاة التي لم تكتمل وأثر عدم تقدير النفس على الفرص

خرجت من أزمتك ناجياً، الرحمة وضعت يدها عليك وأبقت لك عمراً وأعادتك إلى مجدك، ومنحك ما لم يحلم به ملايين غيرك. لكنّك، للأسف، عدت إلى الحافة، كأنك تفضل التهديد المستمر للحياة والوقوف على شفيرها. انتقلت إلى الحياة العابثة بالتهور والمشاكل، كأن الحياة لا تُتقن إلا بتهديدها يداك. الموهبة ليست كافية، الشهرة لا تحمي من الضياع، والفرص إذا لم تُغتنم تتحول إلى لعنة. كم من شباب في وطنك، يبحثون كل يوم عن فرصة، لاعب ناشئ يلعب بحذاء ممزق ويحلم بارتداء قميص بلاده، وشاب يصبر ولا يستسلم للمخدرات يحارب من أجل لقمة تحفظ الكرامة؟ وأنت، أُعطيت كل شيء، ثم تسير تهدره في الطرق الملتوية كأنك ترفض النعمة أو تنكر المعروف.

كيف ينقذ من لا يحب نفسه فرصه قبل أن تندثر؟

اعلم، يا من وهبه الله الموهبة والمال، أن النعمة إذا لم تُقدر، تُسلب، والفرص التي تُهدَر تتحول إلى حسرات موجعة. الموهبة لا تُخلد صاحبها وحدها، بل الالتزام والانضباط وخشية الله في السر والعلن هي التي تبقي. لا يُطلب منك أن تكون قديساً، لكن المسؤولية تحتم عليك الاحترام لما وهبك إياه، وتدرك أن الحياة تضم من ينتظر فرصة واحدة قد لا تأتي ثانية. بينما أنت تمزق فرصك بالعناد واللامبالاة، كن على يقين أن الوقت قد يمر ولا يعود. التوبة والعودة واجبة قبل أن تخمد الأضواء حولك، ويبقى لك ظل يحاورك بصمت ألم: “أين كنت؟ ماذا فعلت؟ ولماذا خذلت نفسك؟”.

  • تقييم ذاتي صادق
  • الالتزام والانضباط في السلوك
  • التواضع وخشية الله
  • الانتفاع بالفرص وعدم إهدارها
  • طلب الدعم والمحبة من المحيط

في هذه المعادلة الفريدة، لا تتسامح الحياة مع الموهوب المتعجرف أو الغافل، فإما أن تكون نعمة تمشي على الأرض، أو تكون نقمة على نفسك ومن حولك، والقرار في النهاية خيارك أنت وحدك.