خطبة الجمعة 25 يوليو 2025: كيف تجعل إدارة الوقت سر نجاحك؟

إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح تُعد من المبادئ الجوهرية التي يركز عليها الإسلام، لما لها من تأثير بالغ في تشكيل الشخصية وتحقيق النجاح الفردي والمجتمعي؛ فالوقت هو رأس مال الإنسان الحقيقي الذي يميز بين الناجحين والمقصرين، وحسن إدارته يفتح آفاقًا واسعة لتنمية الذات وبناء المستقبل الواعد.

أهمية إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح في رؤية الإسلام

يعتبر الوقت أثمن نعمة منحها الله للإنسان، والإسلام يؤكد على ضرورة استغلاله في الطاعات والأعمال المفيدة التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع، ويعتبر تضييع الوقت تفريطًا في نعمة عظيمة يجب تجنبها بكل الوسائل. يتجلى ذلك في خطبة الجمعة القادمة التي أطلقتها وزارة الأوقاف بعنوان “إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح”، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة استثمار الوقت وعدم إهداره، خاصة في ظل التحديات المعاصرة مثل الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بعيدًا عن الأهداف المفيدة. وتشدد الخطبة على ترشيد استخدام هذه الوسائل بأسلوب يحقق الفائدة ويجنب الفراغ والكسل، متناسقةً مع نماذج مشرفة من السلف الصالح الذين جددوا عهدهم مع الوقت بالعلم، والعبادة، وخدمة الناس.

دور الأنشطة الدعوية والتواصل المجتمعي في تعزيز إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح

في إطار تعزيز مفهوم أن إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح، أطلقت وزارة الأوقاف مبادرات اجتماعية ودعوية هادفة لتنمية الوعي المجتمعي، منها 14 قافلة تحت شعار “الرحمة والمواساة” تستهدف المستشفيات، دور رعاية المسنين، ودور الأيتام؛ بهدف تعزيز قيم التراحم والتكافل والدعم النفسي والمعنوي. كما تفاعل علماء الأوقاف ميدانيًّا مع فئات المجتمع المختلفة لتفعيل دور الدين في حياة الناس والتأكيد على الانضباط في إدارة وقت الفرد. تعكس هذه الأنشطة روح الخطبة التي تحث على الموازنة بين الجانب الروحي والحياتي، وتحفز المسلمين على الالتزام بإدارة أوقاتهم بما يضمن النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة.

المجالس العلمية والمسابقات القرآنية: أدوات عملية لتطبيق إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح

تواصل وزارة الأوقاف جهودها العلمية من خلال تنظيم المجلس الثاني والثلاثين من مجالس الإقراء في 97 مسجدًا، وتُتلى فيها كتاب “الروض الأنف في شرح السيرة النبوية” بالإضافة إلى كتب علمية أخرى؛ بهدف تعميق الوعي الديني والثقافي، ومواجهة التطرف والتراجع القيمي، واستعادة الشخصية الوطنية من منظور ديني رشيد. وفي السياق نفسه، أعلنت الوزارة عن انطلاق المسابقة الأولى في تلاوة القرآن الكريم للمشتركين في مراكز التلاوة التابعة لها، والتي تهدف إلى تعزيز الثقافة القرآنية الصحيحة، وتطبيق قواعد التجويد والنطق السليم، مع إبراز نماذج متميزة تعكس حب القرآن الكريم كمنهج حياة.

• تشجيع حفظ القرآن وإتقانه
• التزام بقواعد التجويد والنطق الصحيح
• إبراز المتفوقين في التلاوة
• ترسيخ حب القرآن الكريم سلوكًا مستمرًا

شروط المشاركة تتطلب انتظام المتسابقين في مراكز التلاوة، الالتزام بالمواعيد، واجتياز اختبارات التلاوة والتجويد، مع تقديم جوائز تشمل إجازة معتمدة وجوائز مالية للمتميزين، مقدمة من قراء معتمدين متخصصين.

تجسد هذه الأنشطة أن إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح ليس شعارًا فقط، بل عملًا دينيًا واجتماعيًا وعلميًا متكاملًا يدفع المسلم إلى استثمار أوقاته بحكمة؛ فقدرتها على ترقيته وبناء مجتمعه تنبع من فهم هذا المفتاح العظيم. وتتجلى رؤية وزارة الأوقاف في هذه الخطوات التي تجمع بين الدعوة إلى ضبط النفس، والاستثمار في الوقت بين العبادة والعمل، وتسخير الجهود العلمية والتربوية التي تُعلي شأن الإنسان المسلم الناجح.