لقاح الحزام الناري يثير نقاشًا حول قدرته على الوقاية من الخرف.. ما التفاصيل الجديدة؟

لقاح الحزام الناري قد يكون له دور فعّال في الوقاية من الخرف، حسب نتائج دراسة حديثة أجريت في ويلز كشفت عن تأثير إيجابي كبير لهذا اللقاح على تقليل خطر الإصابة بهذا المرض العصبي المعقد. الحلأ النطاقي، الذي يسببه فيروس الحماق النطاقي المسؤول عن جدري الماء، يظهر عادةً عند البالغين على هيئة بثور مؤلمة، ويظل الفيروس كامنًا في الجسم سنوات قبل أن يعاود النشاط، ما قد يكون له تأثيرات بعيدة على صحة الدماغ.

دور لقاح الحزام الناري في تقليل خطر الإصابة بالخرف

تشير الأبحاث المتزايدة إلى علاقة واضحة بين العدوى الفيروسية، مثل الحلأ النطاقي، وتطور أمراض الخرف، وخاصة ألزهايمر، من خلال تحفيز تكوين لويحات الأميلويد وتلف الخلايا العصبية، وهي العوامل الأساسية في تطور المرض. استنادًا إلى هذا، يُعتقد أن لقاح الحزام الناري لا يحمي فقط من الإصابة بفيروس الحماق النطاقي، بل قد يساهم أيضًا في خفض فرص الإصابة بالخرف. وقد استعان فريق بحثي من جامعة ستانفورد بسجل التلقيح الوطني في ويلز لدراسة تأثير لقاح الحزام الناري على ظهور الخرف، مع التركيز على بيانات شاملة تتيح مقارنة دقيقة بين الأشخاص المتلقين وغير المتلقين للقاح.

تجربة لقاح الحزام الناري في ويلز ودراسة تأثيره على الإصابة بالخرف

استندت الدراسة إلى سياسة التلقيح الواضحة في ويلز التي تعتمد على الفرق العمري؛ فقد تم توفير لقاح الحزام الناري لكل المواطنين تحت سن 80 عامًا منذ سبتمبر 2013، بينما لم يشمل ذلك الفئة العمرية الأكبر نظرًا لقيود التوزيع. بتحليل بيانات 282,541 شخصًا، تبين انخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 20% بين الحاصلين على اللقاح مقارنة بغيرهم. ولزيادة دقة النتائج، تم استبعاد الأشخاص الذين شُخصوا بالخرف قبل عام 2013، مما أكسب البحث موثوقية أكبر وأكد تأثير لقاح الحزام الناري بشكل مستقل عن عوامل أخرى.

تأكيد تأثير لقاح الحزام الناري واستبعاد العوامل المؤثرة الأخرى

أظهرت التحليلات أن عوامل مثل المستوى التعليمي، التعاطي للأدوية الأفيونية، أو الإصابات المرضية الأخرى لم تختلف بشكل ملحوظ بين المجموعتين، مما يعزز دليل أن لقاح الحزام الناري هو العامل المؤثر في تقليل نسبة الخرف. يُعتقد أن سبب هذا الأثر يعود إلى قدرة اللقاح على منع تنشيط الفيروس الكامن، والذي قد يتسبب أضرارًا مباشرة للجهاز العصبي أو يحفز استجابة التهابية تزيد من خطر تلف الخلايا العصبية. وتدعم هذه الفرضية آراء خبراء الصحة، مثل أنوبام جينا من جامعة هارفارد، الذي أكد ارتباط العدوى المتكررة بفيروس الحماق النطاقي بزيادة خطر الإصابة بالخرف نتيجة تأثيرات سُمية مباشرة أو التورّم العصبي، مما يعزز تشكل لويحات الأميلويد وتجمع بروتين تاو.

  • تأثيرات سُمية فيروس الحماق النطاقي على الخلايا العصبية
  • الاستجابة الالتهابية الواسعة في الجهاز العصبي
  • ارتفاع خطر الخرف مع نوبات متكررة من الحزام الناري
  • تراجع الخطر عند استخدام الأدوية المضادة للفيروسات
الفئة العمرية نسبة تلقي لقاح الحزام الناري انخفاض خطر الإصابة بالخرف
أقل من 80 سنة تم تلقي اللقاح 20٪
أكثر من 80 سنة لم يتلق اللقاح لا انخفاض ملحوظ

نتائج الدراسة لم تقتصر على ويلز فقط؛ إذ توسّع البحث ليشمل بيانات من إنجلترا، كندا، أستراليا، ونيوزيلندا، حيث ظهرت مؤشرات مماثلة تدعم فعالية لقاح الحزام الناري في تقليل خطر الخرف، رغم أن كافة النتائج لم تُنشر بعد. لا تزال العلاقة المباشرة بين لقاح الحزام الناري والوقاية من الخرف بحاجة إلى دراسات إضافية، لكن هذه النتائج الجديدة تفتح آفاقًا واعدة نحو تطوير استراتيجيات وقائية تعتمد على اللقاحات لمواجهة مرض يؤثر على ملايين الأفراد عالميًا ويشكل تحديًا صحيًا معقدًا.

الاهتمام المتزايد بدراسة تأثير لقاح الحلأ النطاقي وتوظيفه كجزء من جهود الوقاية من الخرف يعزز من إمكانية تحسين جودة حياة الكثير من الأشخاص كبار السن، عبر تقليل معدلات الإصابة بالخرف والمضاعفات الناتجة عنه، مما يشكل خطوة بالغة الأهمية في مجال أبحاث الأمراض العصبية واللقاحات الحديثة.