الشيخ زيد أبوعلي يوجه رسالة قوية للمليشيات الحوثية في مقابلة تلفزيونية قبيل وفاته بيوم (فيديو)

الوفاة المفاجئة للشيخ زيد محمد أبوعلي عميد البرلمانيين اليمنيين أثارت جدلًا واسعًا حول أسباب رحيله، خاصةً أنها تزامنت مع مقابلة تلفزيونية مطولة أطل فيها على المشاهدين وتحدث عن مراحل حياته والأحداث التي عايشها، مما جعل مصير وفاته عنوانًا للتكهنات بين اليمنيين والمراقبين السياسيين.

مقابلة الشيخ زيد محمد أبوعلي وتأثيرها على الرأي العام

ظهر الشيخ زيد محمد أبوعلي عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، والعميد البرلماني اليمني، في حوار معمق ضمن برنامج “حصاد السنين” الذي بث على قناة السعيدة يوم الأربعاء، حيث استعرض سيرته الشخصية والاجتماعية، بالإضافة إلى الكثير من المواقف السياسية والتاريخية التي شهدها عن قرب؛ ومن بينها حروب المناطق الوسطى التي لعب دورًا بارزًا في إخمادها، مما أكسبه احترامًا واسعًا داخل الساحة السياسية والقبلية على حد سواء، كما تحدث بوضوح عن علاقته بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح وأدواره في الأزمة التي مرت بها البلاد خلال فترة حكم الأخير.

رسائل ضمنية من آخر كلمات الشيخ زيد محمد أبوعلي وارتباطها بالمليشيات الحوثية

في ختام مقابلته التلفزيونية، أعاد الشيخ أبوعلي ترديد أبيات شعبية تحمل في طياتها معاني عميقة وحادة، قال فيها:

• “يا العافية ودعتك الله .. والموت حيا به مياتي”
• “إذا تولى الأمر رجعي .. فموتي أبقى من حياتي”

وقد فُسرت هذه الأبيات على أنها رسالة واضحة للمليشيات الحوثية المتحكمة بصنعاء، خاصة أن الشيخ أبوعلي كان من الثابتين على موقفه الجمهوري رغم وجوده في مناطق خاضعة لسيطرتهم، ما جعل تلك الأبيات رمزًا للرفض والصمود في وجه الانقلاب ومنع الانزلاق وراء الجماعات المسلحة.

أسباب وفاة الشيخ زيد محمد أبوعلي والتكهنات التي أحاطت برحيله

توفي عميد البرلمانيين يوم الخميس بعد يوم واحد من مقابلته التلفزيونية، حيث تصدرت أنباء وفاته المشهد اليمني؛ إذ أرجعت بعض المصادر السبب إلى ذبحة صدرية مفاجئة، فيما أشارت مصادر أخرى إلى احتمال تعرضه للتسميم على يد المليشيات الحوثية، وهو ما زاد من حدة التكهنات حول ظروف رحيله. وتفاعل عدد من القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين مع الحادثة، معبرين عن حزنهم وتقديرهم للمواقف الوطنية التي ظل الشيخ أبوعلي محافظًا عليها، معتبرين أن تمسكه بالثبات في صنعاء، تحت سلطة المليشيات، يعكس قوة شخصية نادرة.

لقد تركت وفاة الشيخ زيد محمد أبوعلي أثرًا بالغًا في الساحة اليمنية، حيث مثلت قضية وفاته محور حديث سياسي واجتماعي لما حملته من دلالات حول الصراع الداخلي في البلاد والتحديات التي يواجهها البرلمانيون والشخصيات الوطنية التي اختارت الصمود وسط ظروف مأساوية. وتأتي هذه الحادثة لتؤكد على هشاشة الوضع السياسي والأمني، وحساسية مواقع التأثير في اليمن، ما يجعل كل حدث مهما صغر يُسجل له صدى واسع عبر الأوساط المختلفة.