«تنافس ناري» اللحوم الحلال يشعل سوقاً دولياً فمن يهيمن عليه قريباً

اللحوم الحلال تشهد توسعاً غير مسبوق في الأسواق العالمية، حيث يرتفع الطلب عليها بوتيرة سريعة، مما يدفع الدول الإسلامية وغير الإسلامية إلى تطوير عمليات الإنتاج وتعزيز إجراءات الاعتماد والتصدير، وفق تحليلات خبراء الصناعة، مع توقعات بنمو سوق اللحوم الحلال من 720 مليار دولار في 2023 إلى 1.6 تريليون دولار بحلول 2033، وسط تركيز خاص على شهادات الاعتماد الموثوقة وإمكانية تتبع المنتجات في ظل غياب معيار عالمي موحد.

اللحوم الحلال وتنوع الإمدادات العالمية المتنامي

يتغير مشهد اللحوم الحلال بسرعة، حيث تتوسع الدول المصدرة التقليدية في إنتاجها بينما تدخل أسواق جديدة بقوة، وكذلك تحاول الدول المستوردة الكبرى رفع إنتاجها المحلي لتعزيز الاكتفاء الذاتي، وفق أستاذ علوم الأغذية ميان نديم رياض، الذي أكد أن الوصول إلى الأسواق الحلال مربح لكنه يستدعي التزاماً صارماً بالمعايير المعتمدة، وتتصدر البرازيل المصدّرين بحصة تبلغ حوالي 30% من المبيعات العالمية بحسب الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، في حين تعمل ماليزيا وإندونيسيا وتركيا على تضييق الفجوة ومنافسة الموردين التقليديين، مما يشعل حركة تنافسية قوية ويعزز تنوع الخيارات للمستهلك.

اللحوم الحلال وانتعاش سوق التصدير رغم التحديات

على الرغم من الانتقادات التي تواجهها صناعة اللحوم الحلال في بعض الدول الغربية بسبب طريقة الذبح الإسلامية في قطع عنق الحيوان دون صعق، إلا أن السوق لا تزال جاذبة لمصدرين جدد، بما في ذلك دول مثل الهند وروسيا والولايات المتحدة التي تزود غالبية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى الصين وبيلاروسيا والمجر التي بدأت بالحصول على شهادات الحلال بنية دخول أسواق التصدير المتنامية، ويجب الإشارة هنا إلى أن العالم العربي، رغم كونه من أكبر المستهلكين، يعتمد بشدة على واردات اللحوم الحلال التي تمثل بين 70 و90% من احتياجات دول مجلس التعاون الخليجي، والأكثر استيراداً من البرازيل وأستراليا والهند حسبما ذكر رياض.

تحديات بيئية ولوجستية تواجه إنتاج اللحوم الحلال في الدول العربية

رغم المحاولات الحثيثة لتعزيز الإنتاج المحلي من اللحوم الحلال في دول الخليج، إلا أن التقدم يواجه صعوبات بيئية ولوجستية كبرى تشمل المناخ الصحراوي القاسي، ونقص المياه الصالحة، وشح الأراضي المناسبة للرعي، إلى جانب ارتفاع تكلفة الأعلاف وتفكك سلاسل التبريد مما يعوق التحول نحو الاكتفاء الذاتي، ويرى يوسف خلاوي أن الإنتاج التجاري الكبير ناجح في مناطق يتوفر فيها حبوب وأعلاف بأسعار منخفضة، وهي نقطة ضعف للدول الخليجية، لكن المملكة تسعى لتغيير هذا المعادلة عبر استثمارات ضخمة من صندوق الاستثمارات العامة الذي يسعى إلى توسيع دور السعودية في إمدادات الأغذية الحلال العالمية، حيث تستهلك المملكة حوالي 60% من اللحوم الحلال في مجلس التعاون، وشهدت هذه الجهود تقديراً من وزير التجارة ماجد القصبي والذي أكد حرص البلد على تعزيز مكانتها كمركز عالمي في هذا القطاع الحيوي.

الدولة حصة السوق لحوم الحلال % الجهود والملاحظات
البرازيل 30 المصدر الأكبر عالمياً
ماليزيا وإندونيسيا وتركيا متزايدة يحاولون الاستحواذ على حصص أكبر
دول مجلس التعاون الخليجي 70-90 (اعتماد على الواردات) تعتمد على واردات البرازيل وأستراليا والهند
الولايات المتحدة والهند وروسيا موردين رئيسيين يدعمون الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي
  • اللحوم الحلال تشهد نمواً سريعاً بمعدل 9% سنوياً
  • شهادات الحلال الموثوقة وإمكانية التتبع أصبحت مطلباً أساسياً
  • دخول دول غير إسلامية إلى سوق اللحوم الحلال يعزز التنافس
  • العالم العربي مستهلك رئيسي لكنه ليس منتجاً قوياً بعد
  • التحديات البيئية واللوجستية تعيق الإنتاج المحلي في دول الخليج

لا يقف الطلب المتزايد على اللحوم الحلال عند مستوى الاستهلاك فقط، بل يدفع بتنافس دولي محتدم يغير قواعد السوق، ومع استمرار هذه الديناميكية، ستبرز فرص أوسع للدول التي تحقق توازناً بين الجودة والالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية.