حصريًا علاقة مسكن الجابابنتين بالخرف وما أظهرته أحدث الدراسات الطبية

مسكن الجابابنتين يعد من الأدوية المشهورة في علاج آلام الظهر المزمنة وآلام الأعصاب، لكنه أصبح يثير الجدل بعد أن كشفت دراسات حديثة عن ارتباطه بمخاطر صحية غير متوقعة مثل الخرف وضعف الإدراك، هذا الأمر دفع الكثيرين إلى إعادة التفكير في استخدام هذا الدواء، فما هي تفاصيل هذا الرابط؟ وهل يشكل الجابابنتين تهديدًا حقيقيًا للعقل؟ لنغص في هذا الموضوع سويًا.

ما هو مسكن الجابابنتين وما دواعي استخدامه؟

الجابابنتين دواء مضاد للاختلاج يستخدم في الأساس لعلاج النوبات الصرعية، بالإضافة إلى دوره في تخفيف آلام الأعصاب مثل التي تنتج عن الاعتلال العصبي السكري أو الهربس النطاقي، كما يعالج بعض الحالات المزمنة مثل ألم أسفل الظهر ومتلازمة تململ الساقين، يعمل الجابابنتين عن طريق تثبيط النشاط الكهربائي العصبي غير الطبيعي مما يساهم في تهدئة الألم، إلا أن الدراسات الحديثة بدأت تلفت الانتباه إلى آثار جانبية محتملة تتعلق بالذاكرة والقدرات الإدراكية.

ما هي النتائج التي ربطت مسكن الجابابنتين بالخرف؟

دراسة ضخمة قامت بها جامعة كيس ويسترن في كليفلاند تابعت أكثر من 26 ألف مريض تناولوا الجابابنتين لعلاج آلام الظهر المزمنة خلال عشرين عامًا، وقارنت حالتهم بمجموعة أخرى لم تستخدم الدواء، النتائج أظهرت أن المرضى الذين تناولوا 6 وصفات أو أكثر يعانون من زيادة بنسبة 29% في احتمالية الإصابة بالخرف، والضعف الإدراكي الخفيف ارتفع لديهم بنسبة 85%، أما الذين استخدموا 12 وصفة فأكثر فكانت النسب أعظم بكثير، خاصة الفئة العمرية بين 35 و49 عامًا حيث تضاعف الخطر، هذه الأرقام تفتح الباب أمام التساؤلات عن مدى أمان استخدام الجابابنتين على المدى الطويل.

كيف يمكن التعامل مع الآثار الجانبية لمسكن الجابابنتين؟

الآثار الجانبية للجابابنتين لا تتوقف عند زيادة خطر الخرف فقط، بل تشمل مجموعة من المشكلات الصحية التي قد تؤثر على جودة الحياة مثل:

  • الدوخة والنعاس المستمرين.
  • الصداع والغثيان المتكرر.
  • تغيرات في الوزن واضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • في حالات نادرة، تباطؤ التنفس وأفكار نفسية خطيرة.

مع الاستخدام الطويل، تتزايد المخاطر خاصة ما يتعلق بالتدهور الإدراكي، لذا من الضروري أن يعقد المريض حوارًا مستمرًا مع طبيبه حول الجرعات ومدى الحاجة إلى مواصلة العلاج أو البحث عن بدائل.

عدد وصفات الجابابنتين نسبة احتمال الإصابة بالخرف نسبة احتمال الضعف الإدراكي
6-11 وصفة 29% 85%
12 وصفة أو أكثر 40% 65%

ليس واضحًا تمامًا السبب وراء هذه العلاقة، لكن يعتقد الباحثون أن تأثير الجابابنتين على النواقل العصبية في الدماغ قد يؤثر سلبًا على وظائف الذاكرة والتفكير، كما أن صعوبة الحركة والنشاط البدني المنخفض لدى المرضى المصابين بألم مزمن قد تسهم في زيادة المخاطر، علاوة على عوامل أخرى مثل الاكتئاب وفقدان السمع وارتفاع ضغط الدم.

ولتقليل هذه المخاطر، من الأفضل اتباع بعض الإرشادات المهمة:

  • استشارة الطبيب بخصوص البدائل العلاجية كالعلاج الطبيعي والمسكنات غير الأفيونية.
  • الالتزام بالجرعات المنخفضة وتجنب الاستخدام الطويل دون إشراف طبي.
  • تبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والتغذية المتوازنة.
  • مراقبة أي تغيرات في الذاكرة أو التركيز والإبلاغ عنها للطبيب فورًا.

قد يتساءل الكثيرون هل يجب التوقف عن استخدام الجابابنتين بسبب هذه المخاطر، وهنا من المهم التنويه إلى أن التوقف المفاجئ عن الدواء قد يسبب أعراض انسحابية أو نوبات خاصة لدى مرضى الصرع، لذا لابد من مراجعة الطبيب لوضع خطة مناسبة لتقليل الجرعات أو استبدال الدواء ببدائل أكثر أمانًا.

لمزيد من التفاصيل حول الأدوية وتأثيراتها، يمكنكم الاطلاع على مقالنا حول الآثار الجانبية للأدوية المسكنة وتأثيرها على الدماغ.

يبقى قرار استخدام مسكن الجابابنتين مرتبطًا بضرورة الموازنة بين الفوائد والمخاطر، والحرص على التواصل المستمر مع الطبيب لمراقبة الحالة الصحية، فليست كل الحالات متشابهة، ومعرفة كل جديد في هذا المجال قد يساعد على اتخاذ قرارات صحية أكثر وعيًا.