«صدمة حقيقية» صندوق على الورق كيف ابتلع أحلام الشباب دون سابق إنذار

صندوق على الورق يُعد لغزًا محيّرًا ابتلع أحلام الشباب الطامحين في مجالات ريادة الأعمال، إذ ظهر كفرصة استثمارية واعدة تفنّدت حقيقتها مع الوقت لتنكشف فيها ممارسات غير واضحة بمساحات واسعة، فبدل دعم رواد الأعمال استحوذ الصندوق على حصص مشاريع بدون أي استثمار مالي حقيقي، مما طرح تساؤلات كبيرة حول مصداقيته وأهدافه الحقيقية في السوق المصري والسعودي

صندوق على الورق بين الوعود والدعم الوهمي

في أجواء سباق استقطاب رؤوس الأموال المخاطرة، برز “صندوق إضافة فينشر كابيتال” كذراع استثمارية ضخمة تدعي دعم الشركات الناشئة في مصر والسعودية، وحصد اهتمام كبير خلال مؤتمر “تكني سوميت” الأخير، إذ استغل الطموح العارم لدى رواد الأعمال لعرض دعم لوجستي ومكاتب مجانية، بجانب حملات إعلامية ترويجية، لكنه في الواقع قدم شروطا صادمة تفرض التنازل عن نسب كبيرة بين 20 إلى 30% من أسهم المشاريع مقابل وعود فارغة تجسدت في دعم شكلي دون أي ضخ مالي فعلي، ما جعل الصندوق صيدا سهلا للاحتيال على الأفكار الناشئة

صندوق على الورق.. تزييف وجود رسمي ومصداقية ملغومة

كشف تقرير رسمي صادر عن مكتب التمثيل التجاري المصري بالقنصلية بجدة عن أن الصندوق لا وجود له في سجلات التجارة السعودية ولا وزارة التجارة أو هيئة السوق المالية، ولم يسجل قانونيًا بأي جهة، ورغم ترويجه لمقرات في الرياض والدمام والقاهرة عبر موقع إلكتروني أنيق التصميم يبدو محترفًا، إلا أن العنوان المعلن كان مجرد شقق سكنية يضاعف الشكوك حول كيان الصندوق المُتوارِي تحت ستار إلكتروني بلا مستندات قانونية، فاقدًا الأُسس التي تضمن لأي مستثمر أو رائد أعمال أمانًا قانونيًا ملزمًًا

صندوق على الورق بين الأسماء المشبوهة والخيوط القانونية المتشابكة

لم تخلُ القضية من تعقيدات قانونية، فقد ارتبط اسم محامٍ سعودي شهير كمستشار قانوني للصندوق، لكن التحقيقات أكدت غياب أي علاقة رسمية بينهما، فيما نُسبت تصريحات لمدير تنفيذي مزعوم باسم عصام علي بدون أي دليل رسمي، ويأتي ذلك وسط غموض حول “مجموعة إضافة السعودية” التي يُقال إن الصندوق تابع لها، حيث لم تُسجل رسميًا في الاستثمارات أو رأس المال المخاطرة، إذ تكشف مقارنة بين الأسماء المعلنة والسجلات الرسمية عن فراغ واضح من أي وجود شرعي مرتبط بالاستثمار أو دعم رواد الأعمال

  • شروط تنازل عن أسهم المشاريع مقابل دعم شكلي دون استثمار مالي
  • غياب التسجيل القانوني للصندوق في المملكة العربية السعودية ومصر
  • موقع إلكتروني أنيق بلا وثائق قانونية أو سجل تجاري رسمي
  • ادعاءات لتمويل بملايين الدولارات غير مدعومة بأدلة فعلية
  • تسجيل أسماء وجهات غير ذات علاقة رسمية بالقضية
البند الوضع الفعلي
تسجيل قانوني في السعودية غير موجود رسميًا
حجم الاستثمار المعلن 33 مليون دولار في السعودية، 13 مليون مصر (ادعاءات فقط)
مقرات الصندوق عناوين شقق ومواقع عامة
استحواذ على شركات ناشئة نحو 50 شركة بدون استثمار فعلي

يتبين من القصة أن “صندوق على الورق” ما هو إلا كيان استثماري وهمي خدع الآلاف من الشباب بحّلت حوله وعود كبيرة، ليخسروا أفكارهم وأسهم مشاريعهم دون قيمة مالية، وهو تذكير واضح بضرورة التحقق القانوني والحذر من عروض استثمارية بلا مستندات رسمية أو سجل تجاري معتمد، فالواقع الاقتصادي لا يحتمل الخديعة بين من يبحثون عن فرص جديدة لبدء مستقبل مهني واقتصادي ناجح