«تغير مفاجئ» حزام مداري وطقس غير مستقر يشهد جنوب البلاد أتربة وأمطار غزيرة

كشفت التقلبات الجوية في جنوب الصعيد وخاصة محافظة أسوان عن أسباب طبيعية مرتبطة بالحزام المداري الممتد شمالًا، حيث يؤدي هذا الامتداد إلى تكون سحب رعدية محملة بالأمطار الصيفية القادمة من منابع النيل في السودان وإثيوبيا، مما يؤثر على أحوال الطقس هناك بشكل ملحوظ، وفي نفس الوقت تتسبب هذه الظواهر في حدوث نشاط قوي للرياح يحمل الرمال والأتربة نحو المناطق الحدودية المصرية.

أسباب التقلبات الجوية في جنوب الصعيد وتأثير الحزام المداري

بدأت التقلبات الجوية في جنوب الصعيد منذ الأمس مع امتداد الحزام المداري شمالًا، وهو تيار من الهواء الرطب والدافئ الذي يحرك السحب الرعدية ويأتي بالأمطار الصيفية، وتأتي هذه السحب من منابع النيل في السودان وإثيوبيا، ما أدى إلى زيادة نشاط الرياح في هذه المناطق وإثارة الرمال والأتربة بشكل واضح، ورغم أن الأمطار تساهم في تبريد الجو فإن نشاط الرياح يزيد من تعقيد الأحوال الجوية، وهذا ما تسبب في تدهور الرؤية الأفقية في عدة مناطق.

تتحدث الدكتورة منار غانم عن أن الحزام المداري تحرك إلى شمال السودان، ما تسبب في تأثر المناطق الحدودية في مصر بشكل مباشر، موضحة أن السحب الرعدية المصاحبة لهذا الامتداد تنتج رياحًا قوية قادرة على حمل الرمال من شمال السودان إلى داخل الحدود المصرية، مما يجعل حالة الطقس في جنوب الصعيد أكثر تقلبًا ويسبب تدهورًا واضحًا في الرؤية خاصة في المناطق القريبة من الحدود مثل أبو سمبل وأسوان وحتى سلاسل جبال البحر الأحمر.

تقدم الرمال والأتربة وأثرها على مناطق جنوب الصعيد

الرمال والأتربة التي بدأت بالتحرك من شمال السودان إلى داخل الحدود المصرية أدت إلى انخفاض شديد في مستوى الرؤية الأفقية، على نحو يؤثر على حركة السكان والمركبات في مناطق مثل أبو سمبل، وأجزاء من أسوان، بالإضافة إلى جنوب سلاسل جبال البحر الأحمر مثل حلايب وشلاتين ومرسى علم، وقد امتد هذا التأثير ليشمل محافظة الأقصر، وتعتبر هذه الأتربة منقولة نتيجة حركة الرياح المصاحبة للسحب الرعدية.

يُبرز هذا التقدم للرمال والأتربة كظاهرة طبيعية مرتبطة بالعوامل الجوية وتأثير الحزام المداري، حيث تستمر هذه الظواهر الجوية في التسبب في تدني الرؤية وتغيرات المناخ المحلية، وهذا يضع هيئة الأرصاد الجوية في حالة متابعة مستمرة لتحديث التوقعات وتوجيهات السلامة للمواطنين في تلك المناطق.

التقلبات الجوية في جنوب الصعيد: توقعات واستعدادات هيئة الأرصاد الجوية

الهيئة العامة للأرصاد الجوية كانت قد توقعت مسبقًا هذه التقلبات الجوية التي ما زالت مستمرة، خاصة في المناطق التي تعاني من تأثير الرمال والأتربة مثل أبو سمبل، حلايب، وشلاتين، حيث تسهم هذه التغيرات الجوية في خلق بيئة جوية صعبة تحتاج إلى الحيطة والحذر، وتوفر الهيئة من جانبها عدة نصائح مهمة للمواطنين في تلك المناطق:

• تجنب الخروج غير الضروري أثناء نشاط الرياح الحاملة للأتربة
• تغطية الأنف والفم للحماية من غبار الأتربة
• الحفاظ على نظافة المنازل والمركبات من تراكم الأتربة
• ترتيب الرحلات والأنشطة الخارجية بحسب التحديثات اليومية للأرصاد
• توفير الدعم الطبي للمرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي

وبالنظر إلى التغيرات التي يشهدها مناخ جنوب الصعيد، يبرز أهمية متابعة هيئة الأرصاد الجوية بشكل دوري، مما يساعد في تقليل تبعات هذه التقلبات وتأمين سلامة السكان والزائرين. الجدول أدناه يوضح مقارنة بين المناطق المتأثرة بدرجات تدهور الرؤية والمساحات جغرافياً:

هذه البيانات توضح حجم التأثير والتنوع في طبيعة الأتربة التي تسببها الظروف الجوية المتقلبة في جنوب الصعيد، وتعكس أهمية المتابعة الميدانية لتطور الحالة.

التقلبات الجوية والتغيرات المرتبطة بالحزام المداري تثير اهتمام الباحثين والمهتمين بحالة الطقس في مصر، لما لها من تأثيرات متبادلة على البيئة والصحة العامة، وترسيخ هذه المعرفة يساعد في التكيف مع الظروف المتغيرة بسرعة. الرحلة الحقيقية للتغيرات الجوية في جنوب الصعيد ما زالت مستمرة ويحتاج الأمر إلى مزيد من اليقظة والجهود المبذولة للحفاظ على سلامة الجميع.