«تأثير قوي» عدم هطول الامطار في البرازيل يسبب جفاف محصول القهوة وارتفاع الأسعار

عدم هطول الامطار ادى الى جفاف محصول القهوة مما دفع أسعارها للارتفاع بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، حيث سجلت زيادة تتجاوز 3% بعد فترة من التراجع الطفيف، ويرجع هذا النمو بالأساس إلى استمرار الجفاف في مناطق زراعة البن بالبرازيل، الأكبر عالميًا في إنتاج القهوة، بالإضافة إلى التهديدات المتكررة بفرض رسوم جمركية من قبل الإدارة الأمريكية على واردات القهوة من دول إنتاج رئيسية مثل البرازيل وفيتنام

تأثير عدم هطول الامطار ادى الى جفاف محصول القهوة في منطقة ميناس جيرايس

منطقة ميناس جيرايس التي تعد من أهم المناطق الخصبة لزراعة قهوة الأرابيكا تعاني بالفعل من غياب الأمطار، حيث لم تشهد أي هطول خلال الأسبوع الماضي، وتُشير التوقعات إلى استمرارية هذا المشهد خلال الأسبوع الحالي، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لجودة محاصيل القهوة وظروف نموها في هذه المنطقة الحيوية، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على وفرة الإمدادات العالمية، ويضع ضغطًا إضافيًا على أسواق القهوة، ويبرز هشاشة القطاع الزراعي أمام التغيرات المناخية الحادة

كيف تؤثر السياسات التجارية والرسوم الجمركية على أسعار القهوة؟

بينما يواصل الطقس السيء لعب دوره في صعود أسعار القهوة، فإن العوامل السياسية والتجارية تزيد من تعقيد المشهد بشكل واضح، حيث يستمر الغموض حول مستقبل الرسوم الجمركية التي فرضت في عهد ترامب، مما يثير قلق المستثمرين والتجار على حد سواء، وخصوصًا إذا ما تم تمديد هذه الرسوم لتشمل القهوة البرازيلية التي تعد العمود الفقري لسوق القهوة العالمية، كما تواجه فيتنام، ثاني أكبر منتج للقهوة عالميًا، خطر فرض رسوم تصل إلى ما بين 20% إلى 40%، وهو ما قد يخلق إرباكًا أكبر في السوق

دول أخرى والتأثير على سلاسل الإمداد وأسعار القهوة

بعيدًا عن البرازيل وفيتنام، فرضت الولايات المتحدة بالفعل رسومًا جمركية ثقيلة على واردات القهوة من إندونيسيا بنسبة 32% وكمبوديا بنسبة 25%، وهذين البلدين يلعبان دورًا رئيسيًا في سلاسل التوريد الخاصة بالقهوة، وهذا يجعل من السوق الأمريكي معرضًا لتقلبات قوية في الأسعار ترتبط مباشرة بهذه السياسات التجارية وإمدادات المواد الخام، ويمكن تلخيص النقاط الرئيسية لتأثير الرسوم الجمركية والجفاف على أسعار القهوة فيما يلي:

• انخفاض إنتاج القهوة بسبب الجفاف يؤدي إلى نقص في الكميات المعروضة
• فرض رسوم جمركية يرفع من تكلفة الاستيراد ويسبب ارتفاعًا في الأسعار
• التقلبات في الإمدادات تزيد من حساسية السوق تجاه أي تغيرات
• التأثير يتجاوز الولايات المتحدة ويصل إلى الأسواق العالمية
• المزارعون والمستهلكون هم الطرفان الأكثر تأثرًا في هذه الأزمة

تسلط هذه الظروف مجتمعة الضوء على هشاشة سوق القهوة الذي يتأثر بشكل كبير بالعوامل المناخية والسياسية، ويبقى مراقبة التطورات الجوية وتحديد السياسات الجمركية أمورًا حاسمة في تحديد مسار أسعار القهوة مستقبلًا، حيث لا يمكن استبعاد تقلبات أكبر مع استمرار الجفاف أو فرض رسوم جديدة