«هبوط مستمر» الجنيه الإسترليني يقبع عند أدنى مستوى في شهرين قبل بيانات سوق العمل البريطاني

ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة على خلاف التوقعات في يونيو سبب قلقًا متزايدًا لدى المستثمرين وصانعي القرار، إذ يرافق هذا التضخم تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة البريطانية في أغسطس، مما أثر سلبًا على الجنيه الإسترليني مع بداية تداولات السوق الأوروبية، وسط مخاوف تتعلق بمؤشرات الركود الاقتصادي وتباطؤ سوق العمل في البلاد.

ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة وتأثيره على السياسة النقدية في بنك إنجلترا

شهد معدل التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة ارتفاعًا غير متوقع في يونيو، حيث سجل مكتب الإحصاءات الوطني نسبة 3.6% على أساس سنوي مقارنة بتوقعات السوق التي كانت 3.4%، كما ارتفع التضخم الأساسي إلى 3.7% بدلًا من 3.5% المتوقعة، ما جدد الضغوط على صانعي السياسة النقدية في بنك إنجلترا، ويُتوقع أن يؤدي هذا الارتفاع إلى إبطاء وتيرة تخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من السنة، وقد تؤدي هذه التضغوط لتغيير الخطط المتعلقة بتخفيضات الفائدة المزمعة.

تأثر الجنيه الإسترليني بهذه التوترات واضح، حيث انخفض سعر صرفه مقابل الدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى مستوى 1.3384 دولار بعد أن كان 1.3421 دولار عند افتتاح التعاملات، ورغم تسجيل ارتفاع طفيف بلغت نسبته 0.25% يوم الأربعاء قبل هذا التراجع، إلا أن العملة البريطانية لا تزال تواجه ضغوطًا قوية بفعل معطيات التضخم المرتفعة.

تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة البريطانية في أغسطس وتأثير بيانات سوق العمل

تراجع المستثمرون على خلفية تطورات التضخم والتوقعات الاقتصادية، مما انعكس على توقعاتهم بشأن خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة، حيث انخفضت احتمالات خفض 25 نقطة أساس في اجتماع أغسطس من 80% إلى 65%، مع توقعات بتخفيضات أقل من 50 نقطة أساس على مدار العام، وقد أكد محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، أن اتجاه أسعار الفائدة يميل للانخفاض مع إمكانية تسريع تخفيضاتها حال ظهور مزيد من دلائل الركود، الذي يعني انخفاض النشاط الاقتصادي وانتشار البطالة وتراجع الإنتاج.

في غضون ذلك، يترقب المستثمرون صدور تقرير سوق العمل البريطاني الذي من المتوقع أن يظهر علامات تباطؤ واضحة مرتبطة بضريبة الوظائف الجديدة التي فرضتها راشيل ريفز، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى المزيد من فقدان الوظائف، مما يزيد من تعقيد وضع سوق العمل ويزيد من الضغوط الاقتصادية التي يبدو أنها تفتح الباب للمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، لكن أيضًا يثير قلق المتداولين بسبب دقة بيانات الإحصاءات المختلطة حاليًا.

ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة مع ضغوط الجنيه الإسترليني ورؤية فنية لسوق العملات

تشير المعطيات الفنية إلى أن الجنيه الإسترليني يستسلم للضغوط السلبية الحالية، ويتوقع استمرار تراجع قيمته مقابل الدولار وسط مؤشرات اقتصادية صعبة، ومن المرجح أن يؤدي تسارع تخفيضات بنك إنجلترا لأسعار الفائدة – الذي سيكون رد فعل على تباطؤ سوق العمل واتساع أثر الركود – إلى المزيد من التراجع في قيمة الجنيه.

• ارتفاع التضخم إلى 3.6% يتجاوز توقعات السوق ويؤجج المخاوف التضخمية
• انخفاض إحتمالات خفض الفائدة البريطانية بنحو 25 نقطة في أغسطس من 80% إلى 65%
• تأثير سلبي على سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار وأهم العملات
• تأجيل تخفيضات الفائدة أو تقليص حجمها نتيجة الضغوط التضخمية
• تقارير سوق العمل تبرز بطء وتراجع فرص العمل بعد فرض ضريبة جديدة على التوظيف

في الجدول التالي توضيح مقارنة أسعار صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار خلال الأيام الأخيرة وتأثيرها على تجارة العملات:

يدرك المتابعون أن ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة يفرض تحديات كبيرة على صانعي السياسة النقدية لما له من انعكاسات مباشرة على الاقتصاد وسوق العملات، فبينما يسعى بنك إنجلترا لخفض الفائدة لدعم الاقتصاد في ظل تباطؤ سوق العمل، تحير البيانات المتضاربة المستثمرين وتُبقي الجنيه الإسترليني عرضة للتقلبات؛ ما يجعل متابعة التطورات الاقتصادية والفنية أمرًا حاسمًا في ظل هذه الظروف المعقدة