«قصة مؤثرة» شهيد القرآن ما هي تفاصيل استشهاده في المشهد اليمني؟

لستم أقوياء أنتم خائفون مذعورون مسكونون بالرعب، هذه الكلمات تكشف حقيقة عصابة آثمة تعاني من قلق اللامشروعية وتبحث عن إثبات وجودها من خلال قوة السلاح والقتل، ولكن رغم محاولاتهم البائسة يبقى اليمن أكبر منهم وأسمى، فلا يمكن لقوة مبنية على الخوف والعنف أن تستمر أو تحكم، فالرفض الاجتماعي المتزايد لهم ينهش في صميم نفوسهم ويجعل الكبرياء الأعزل يضيق عليهم حتى الفزع، حيث لا سلطة تحكم إلا التي تبنى على الحق والعدل لا على البطش والإرهاب.

لستم أقوياء أنتم خائفون: مواجهة العنف بطهارة الإيمان والكرامة

يتجسد موضوع “لستم أقوياء أنتم خائفون مذعورون” في رفض منطق العنف والقهر الذي تمارسه عصابات البوليس والسراق الذين لا يعرفون سوى القتل والتهديد، فهم يدركون في قرارة أنفسهم أن قوتهم زائفة ومقرونة بالرعب، لذلك يلجؤون إلى استخدام السلاح والقهر لإخفاء هزيمتهم النفسية، بينما يقف أهل اليمن بصلابة ومبدأ لا يسمح لهم أن تُقهر إرادتهم.

ولعل بيت آل حنتوس، الذي بات معلم القرآن ورمز العزة والكرامة، يبرهن على أن القوة الحقيقية ليست في تهديد الناس أو الإذلال، بل في صمود الصادقين المحتفظين بشموخهم وقيمهم، حيث أن الشيخ السبعيني رفض المناكفات والإذلال ورفض أن يُطوى منطق الإهانة رغم كل ما تعرض له من دسائس واتهامات باطلة وضعها ضدّه خصومه الذين يستخدمون السلطة كأداة للبطش.

هنا يظهر بوضوح أن مواجهة “لستم أقوياء أنتم خائفون مذعورون” تبدأ بتقوية النفس والثبات على المبادئ، والتمسك بكرامة الإنسان ورفض كل أشكال الظلم حتى لو كانت المعركة تبدو خاسرة بحساب العدد والعدة، فإنها تربح في ميزان الحق والحقيقة.

لستم أقوياء أنتم خائفون: رفض الضعف الذي يولّد التعاسة والهزيمة

الرفض الاجتماعي المتصاعد تجاه عصابات القتل والبطش يعكس حالة رفض جماعي أشد من أي رد فعل آخر، إذ أن الناس لا تقبل الذل أو الخضوع الذي يُفرض عليهم بالعنف أو التهديد، فالسماء تلعن هؤلاء والكل يرفضهم، لأنهم مجرد “لطخة” ألصقتهم الخيانات وخلفتهم سجلاً من العار والدماء، ولذلك يخافون حد الفزع ويختبئون خلف سلاحهم لتغطية ضعفهم.

هؤلاء الذين يحكمون بالعنف لا يستطيعون الحاكم الحقيقي، فالسلطة القائمة على البطش لا تستمر ولا تبني حضارة أو سلام، وهم يعلمون حجم حجم عجزهم النفسي والاجتماعي حين يواجهون كبرياء مقاوماً لا ينكسر ولا يتراجع مهما اشتدت الضغوط.

• الرفض الشعبي يعد سلاحاً قوياً بيده التغيير الحقيقي
• صمود المجتمعات الحرة يقود لانحسار ظاهرة العنف والإرهاب
• الثقة في النفس وقيمة الكرامة تزرع جذر البطولة في القلوب
• القوة الحقيقية في الوحدة والعزيمة لا في الانبطاح والخنوع

هذا كله يؤكد أن العنف والفزع يسقطان أمام إرادة الشعب، وأن “لستم أقوياء أنتم خائفون مذعورون” هي حقيقة تحكم عالم الظلام لكن لا تملك السيطرة على النور.

لستم أقوياء أنتم خائفون: الدروس التي علمها الشهيد صالح في صمود اليمن

الشيخ صالح رمز علم وكرامة، مثل بيت القرآن في آل حنتوس، اختار النضال والموت الباسل بدلاً من الخنوع والإهانة، مسجداً أنفة الطهر والكرامة في وجه نظام مظلم، وهو بذلك يُرسل رسالة لا تنسى عن معنى الحرية والشجاعة والإباء ضد كل أوجه البطش والإرهاب، حيث لا تساوي المعركة خاسرة مهما كانت غير متكافئة من حيث العدد والعدة.

في هذه المواقف يظهر كيف تكون “لستم أقوياء أنتم خائفون مذعورون” على أرض الواقع، إذ أن المعركة الحقيقية لا تُحسم بالسلاح فقط، بل بالقيم والثواب والثبات على المبادئ، وما يبقى هو حق اليمن وأبنائه في استعادة كرامتهم واستمرار الثأر العادل الذي يمحو عار المقت والخطيئة.

كل خسارة في سبيل الحق تمثل مكسبًا من نوع خاص، وواقع اليمن ومجتمعه أكثر تعافيًا مما يظن، ورجاله لا يلينون، فهم كالبركان المشتعل لا تعرف مخالب الهزيمة طريقها إليهم، والشهادة التي نالتها أرواح الخير تؤكد أن موعد القصاص قد حان.

عليكم الرحمة يا من رفضتم الذل؛ ولنا معاركة من أجل الكرامة وأملٌ بالغد أجمل، حيث يشرق اليمن بنار الإرادة والحب لا الخوف والجبن.