«تراجع ملحوظ» الأسهم الأوروبية مع ارتفاع التضخم الأميركي وقلق المستثمرين

الأسهم الأوروبية تتراجع مع ارتفاع التضخم الأميركي واستمرار الشكوك تجسّد حالة تقلب واضحة في أسواق المال العالمية، حيث أدت بيانات التضخم في الولايات المتحدة إلى إعادة ترتيب مراكز المستثمرين، في ظل أجواء متوترة على صعيد التجارة الدولية وتوترات جيوسياسية تضغط على السوق بوجه عام وتؤثر في معنويات المتعاملين بصورة مباشرة.

انخفاض الأسهم الأوروبية مع ارتفاع التضخم الأميركي وتأثيره المباشر

مع صدور تقارير أفادت بتسارع التضخم في الولايات المتحدة خلال يونيو، شهدت الأسهم الأوروبية تراجعاً ملحوظاً، حيث انخفض مؤشر «ستوكس أوروبا 600» بنسبة 0.4% وأغلق عند 545 نقطة، كما خسر مؤشرا «كاك 40» و«إس بي إف 120» في باريس نسبة 0.5% لكل منهما، ومثلها في فرانكفورت مع مؤشر «داكس 40» الذي تراجع 0.4%، بينما شهدت لندن أكبر خسارة بنسبة 0.7% عبر مؤشر «فوتسي 100»؛ ويأتي هذا التراجع في سياق المخاوف الناتجة عن ارتفاع التضخم الأميركي الذي ينعكس سلباً على الأسواق الأوروبية المتأثرة بدورها بالتوترات التجارية العالمية.

التباين الأمريكي يشكل عامل قلق مع الأسهم الأوروبية بعد نتائج البنوك

في الولايات المتحدة، أظهرت المؤشرات تبايناً ملحوظاً، حيث شهد سهم «جي بي مورغان» انخفاضاً نسبته 0.4% في حين ارتفع سهم «سيتي غروب» بنسبة 3.2%، كما هبط سهم «ويلز فارجو» بما يصل إلى 5.5%، مما انعكس على مؤشرات رئيسية؛ حيث انخفض «داو جونز» بنسبة 0.6% مقابل ارتفاع «ناسداك المركب» بنسبة 0.7%، وبقاء مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مستقراً تقريباً؛ وهذه التحركات تعكس استجابة المستثمرين للنتائج المالية للبنوك الكبرى، وهو ما يعكس بدوره حالة الشكوك التي تؤثر على الأسهم الأوروبية، التي تلعب السوق الأميركية دوراً محورياً في حركتها.

الاتحاد الأوروبي يدرس فرض رسوم مضادة وسط التوترات التجارية وتأثيرها على الأسهم الأوروبية

في ظل تصاعد الحرب التجارية، أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه اتخاذ إجراءات جمركية جديدة تشمل فرض رسوم على منتجات أميركية مثل الطائرات والمشروبات الكحولية والقهوة والأجهزة الطبية، في حال عدم التوصل إلى اتفاقية قبل الأول من أغسطس؛ ويرافق ذلك تراجع اليورو بنسبة 0.5% مقابل الدولار الأميركي مسجلاً 1.1612 دولار؛ وتأتي هذه الخطوة كرد فعل على الرسوم الأميركية التي فرضت مؤخراً وتُعزز حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما ينعكس تأثيره سلباً على الأسهم الأوروبية ويزيد من الضغوط على المستثمرين.

أبرز الأسهم المتحركة وسط أجواء عدم اليقين الاقتصادية

شهدت عدة شركات أوروبية تحركات ملحوظة في قيمة أسهمها نتيجة الأوضاع الاقتصادية الراهنة والتوترات التجارية، من أبرزها:

• سولفاي: انخفض سهم الشركة بنسبة 1.6% عقب تحذيرها بشأن أرباح العام الجاري بسبب بيئة اقتصادية متدهورة ناجمة عن التوترات التجارية والجيوسياسية، مع توقعات بأن يتراوح الربح التشغيلي الأساسي (EBITDA) بين 880 و930 مليون يورو في النصف الثاني من العام
• سوسيتيه جنرال: خسر السهم 2.1% إثر إعلان توقيع اتفاق مع الحكومة الكاميرونية لبيع وحدتها في البلاد، حيث تستهدف الشركة بيع كامل حصتها البالغة 58.08% في «سوسيتيه جنرال الكاميرون» دون الكشف عن التفاصيل المالية

الأسهم الأوروبية والتضخم الأميركي: مقارنة أداء المؤشرات وتأثيراتها

تُظهر هذه المؤشرات تغيرات متباينة تعكس حساسية الأسواق للتقلبات الاقتصادية، حيث يعاني المستثمرون من الضبابية الناتجة عن تضخم مستمر ورسوم جمركية متبادلة تزيد من التوتر.

الأسهم الأوروبية بين تقلبات التضخم الأميركي والشكوكية التجارية تواجه تحديات كبيرة إذ تتلقي الأسواق إشارات مختلطة من الشرق والغرب، ما يحتم على المستثمرين مراقبة التطورات الاقتصادية والتجارية عن كثب، وسط توقعات بأن تحركات السوق ستظل حذرة وتعكس حالة شد وجذب بين القوى الاقتصادية المتصارعة.