«تأثير واضح» الإفراط في النظر لهاتف المحمول يضع مهارات التعلم لدى الأطفال تحت الضغط

يتعلم الأطفال في السن الصغيرة عن طريق لمس الأشياء الحقيقية، حيث يعد هذا الأسلوب من أهم الطرق التي تساعد الصغار على فهم العالم المحيط بهم بعمق أكبر، وتسمح لهم بالتفاعل المباشر مع بيئتهم بطريقة تنمي مهاراتهم الحركية والحسية، في المقابل فإن الاعتماد على الشاشات الرقمية وحدها لا يعوض تلك التجربة العملية التي يحتاجها الطفل للنمو بشكل سليم ومستدام.

كيف يتعلم الأطفال في السن الصغيرة عن طريق لمس الأشياء الحقيقية؟

يتعلم الأطفال في السن الصغيرة عن طريق لمس الأشياء الحقيقية حيث يكون الحواس الخمسة في الخدمة لفهم البيئة؛ فالأطفال يستكشفون الأشياء الملموسة مثل الألعاب، النباتات، والأقمشة مما يساعدهم على بناء مفاهيم معرفية قوية تتجاوز مجرد الصور على الشاشات؛ وقد أكدت سارة كوشر أخصائية علم النفس بجامعة ساوثرن ميثوديست على ضرورة خلق فرص للطفل ليختبر الواقع بيديه ويتفاعل معه مباشرة، فالتجارب الملموسة تعزز الذكاء الحسي الحركي وتدعم تنمية الدماغ بطريقة طبيعية تناسب عمرهم.

تأثير الشاشات على تعلم الأطفال في السن الصغيرة

رغم أن الاستخدام الزائد لشاشات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية قد يضعف عملية التعلم لدى الأطفال في السن الصغيرة بسبب غياب التفاعل المادي المباشر مع الأشياء، إلا أن المنع القاطع لهذه الشاشات ليس هو الحل الأمثل؛ فبعض التطبيقات الرقمية صممت بعناية لتدعم وتعزز التعلم من خلال أنشطة تعليمية وتفاعلية، وهنا تكمن أهمية التوازن في الاستخدام بحيث يكون زمن التعرض للشاشات محدودًا ومحكومًا بجودة المحتوى ومدى ملاءمته لعمر الطفل.

نصائح للحفاظ على توازن التعلم بين لمس الأشياء الحقيقية والشاشات

للحفاظ على توازن صحي بين تعليم الطفل عن طريق لمس الأشياء الحقيقية والاستخدام المناسب للتكنولوجيا الرقمية، يجب اتباع بعض الإرشادات، منها:

• توفير بيئة آمنة وغنية بالألعاب والأدوات التي تسمح للطفل بالاستكشاف الحسي
• تحديد أوقات محددة لاستخدام الشاشات بحيث لا تتجاوز حاجته للتعلم والترفيه
• اختيار التطبيقات التعليمية ذات الجودة العالية التي تدمج التعلم التفاعلي مع المحتوى الذكي
• تشجيع الأهل على المشاركة في تعلم الأطفال لتوجيههم أثناء استخدام الأجهزة الرقمية
• الموازنة بين الوقت الذي يقضيه الطفل في اللعب الواقعي والتفاعل مع التكنولوجيا لتحقيق نمو متكامل

يتعلم الأطفال في السن الصغيرة عن طريق لمس الأشياء الحقيقية التي تمنحهم فرصًا فريدة لا يستطيع الشاشات تقديمها، وفي الوقت نفسه يمكن للتكنولوجيا أن تكمل تلك التجربة عندما تُستخدم بحكمة وبشكل معتدل لتعزيز التعليم؛ وبالتالي فإن الجمع الذكي بين الاثنين يشكل الطريق الأمثل لدعم نمو الطفل بشكل صحي ومتوازن.