«تحذير شديد» خياران ينتهيان بالفناء هل الشيخ صالح حنتوس نموذج واضح؟

الكلمة المفتاحية: الإبادة الثقافية في اليمن

الإبادة الثقافية في اليمن بدأت منذ المراحل الأولى لتمرد الحوثيين الذين نفذوا سلسلة من الإنتهاكات ترقى إلى جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية، مستهدفين بشدة اليمنيين الرافضين لحكم السلالة بدلًا من حكم الشعب، فعمليات القتل والإغتيالات والتعذيب حتى الموت تُعد إبادة جسدية منظمة تهدف إلى إرهاب المجتمع وإخضاعه لسلطة غير شرعية وتحويل الهوية الوطنية إلى هوية منقوصة.

الإبادة الثقافية في اليمن: العنف المفرط وتدمير الهوية الوطنية

كانت العمليات الوحشية التي ارتكبها الحوثيون واضحة منذ عام 2004م، إذ أسرفوا في قتل خصومهم بطريقة مدروسة هدفها إظهار القوة والصرامة، حيث فجروا منزلاً في صعدة يضم نساء وأطفالًا، ما أدى إلى مقتل 14 منهم، وارتكبوا مشاهد دموية مثل تمثيل جثة قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي بعدما أفرغوا في جسده أكثر من سبعين عيارًا ناريًا، وقطع بعض أطرافه، كما أعدموا مشايخ القبائل وشباب الجامعات الذين رفضوا سيطرتهم وقنصوا الأطفال وقصفوا البنى التحتية المدنية مثل المطارات وخزانات المياه. أثناء حصار محافظة تعز فرض الحوثيون حصارًا قاسياً حرم السكان من الماء والدواء والطعام وأمطروها بالصواريخ، مما شكل إبادة جسدية أدت إلى تفاقم الإبادة الثقافية في مناطق مقاومة.

الإبادة الثقافية في اليمن: الخيارات المأساوية أمام السكان

اليمنيون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يواجهون خيارين لا ثالث لهما؛ إما رفض الهمجية السلالية والوقوع في الإبادة الجسدية المباشرة كما حدث مع الشيخ صالح حنتوس، أو الخضوع للتعايش الذي يصاحبه الإبادة الفكرية ومحو الهوية مع فرض ثقافة وعقيدة غريبة تكرّس سيطرة أقلية لا تتعدى 1% كـ«سادة» على الأغلبية التي تٌجبر على الخضوع. هؤلاء السكان لا يكتفون بقبول المعتقدات القسرية، بل يُجبرون على التعبئة والتثقيف القسري ليصبحوا جزءًا من النزاعات التي لا تخدمهم بل تهدد وجودهم وقيمهم الوطنية. بذلك، لم تعد مسألة سلام بقدر ما أصبحت معركة داخلية قاسية.

الإبادة الثقافية في اليمن: المذابح الثقافية وتهديد الهوية الوطنية الجامعة

إمعان الحوثيين في القتل والتفجير والتجويع هدفه إرهاب المجتمع وفرض واقع قسري لا يقبل الاختلاف، وفي ظل مواجهة العنف المستمرة تعرضت تعز وريفها لأبشع الانتهاكات التي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما المناطق التي فضلت السلام تحت مبرر إنساني تعاني من إبادة ثقافية ممنهجة تشمل عمليات قتل واختطاف وتعذيب تنهي بهدوء على هوية سكانها. ترتب على ذلك اقتلاع اليمنيين من ثقافتهم وتحويلهم إلى أتباع أعمى لسلالة وافدة لا تمت للتراث اليمني بصلة. بالمقابل تواجه المعتقدات الدينية والأعراف الاجتماعية والقيم الحقوقية التي رسخها النظام الجمهوري في ثورة 26 سبتمبر تهديدًا وجوديًا واضحًا، لأن القيم الجمهورية تؤكد على المساواة ورفض التمييز أو فرض طائفية عرقية.

  • تنفيذ عمليات قصف وحصار وحشي ضد المدن المقاومة كتعز
  • اغتيالات واعتقالات مستمرة للمعارضين والمقاومين
  • قمع ثقافي وتغيير المناهج الفكرية والتربوية بالقوة
  • فرض هوية سلالية ضيقة على حساب الهوية الوطنية الجامعة
  • التجنيد القسري للسكان في نزاعات لا تخصهم
النوعالوصف
الإبادة الجسديةقتل وتعذيب وإغتيالات مستهدفة للمعارضين
الإبادة الفكريةمحو الهوية وثقافة السكان بالقسر والتعبئة
الإبادة الثقافيةتغيير المفاهيم والقيم الوطنية والعرقية بشكل ممنهج

تتجلى الإبادة الثقافية في اليمن كسياسة ليست عشوائية، بل مخطط لها لإعادة تشكيل الهوية الوطنية وجعلها تابعة لسلطة حمَلة معتقدات ضيقة وضعيفة التمثيل، وهو ما يكشف عمق الأزمة المستمرة ومخاطرها على مستقبل اليمن ومجتمعه. توقف هذه السياسة المدمرة يتطلب وعيًا جماعيًا وحراكًا وطنيًّا للحفاظ على الهوية التي تنتمي إلى عمق الأرض والشعب، فلا شيء أثمن من كلمة تجمع وقيمة تحمي المواطنة وتحفظ التنوع.