«ارتفاع مفاجئ» الدينار العراقي مقابل الدولار كيف يؤثر على السوق اليوم

سعر صرف الدينار العراقي يشهد تغيرات يومية في السوق الموازية بينما يظل ثابتاً نسبياً في السوق الرسمية عقب افتتاح نشاط صرف العملات الأسبوعي، حيث ارتفع سعر الدولار في بغداد وأربيل والبصرة قليلاً عند البيع والشراء مقارنة بالأمس، بينما يلتزم البنك المركزي بسعر ثابت في التعاملات الرسمية يشمل التحويلات والحوالات والمصارف، ما يؤثر بشكل مباشر على حركة السوق.

تطور سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية وأبرز التغيرات

تشهد السوق الموازية لتداول العملة في بغداد وأربيل والبصرة تقلبات ملحوظة في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، حيث بلغ سعر البيع في بغداد 1415 ديناراً، والشراء 1407.5 دنانير، مقابل 1422.5 ديناراً للبيع و1417.5 للشراء أمس، في حين انخفض السعر قليلاً في أربيل والبصرة أيضاً، ما يعكس تحركات يومية غير مستقرة ضمن أجواء السوق غير الرسمية التي تتأثر بعوامل متعددة، منها الطلب المحلي وتذبذب الطلب على الدولار من قبل التجار والسماسرة، الذين يحاولون استغلال فروق الأسعار لتحقيق أرباح سريعة.

سعر صرف الدينار العراقي في التعاملات الرسمية وثبات البنك المركزي

فيما يخص السوق الرسمية، يحافظ البنك المركزي العراقي على سعر ثابت للدينار أمام الدولار، إذ يبلغ سعر البيع للحوالات والاعتمادات والتسويات الدولية 1310 دنانير للدولار، بينما يكون السعر الرسمي للبيع في المصارف 1305 دنانير أو 1310 ديناراً حسب نوع التعامل، ويقتصر بيع الدولار بصورة رسمية على منصة خاصة يديرها البنك المركزي مقابل عائدات النفط، يخصص البيع للمسافرين حصراً، ولا يتأثر هذا السعر بتقلبات السوق الموازية، ما يعزز استقرار سوق الصرف الرسمي ويركز على التحكم بالسيولة وتسهيل التحويلات الخارجية ضمن الضوابط المحددة من السلطات النقدية.

العوامل المؤثرة على سعر صرف الدينار العراقي وتداخلاتها المختلفة

• مزاد بيع العملة: حجم المبيعات اليومية في المزاد يلعب دوراً رئيسياً في تحديد سعر الصرف وتأثيره واضح على توازن السوق.
• إجراءات البنك المركزي: التأثير الإيجابي للإجراءات التنظيمية في معالجة التحويلات الخارجية واستقرار السعر.
• الحاجة للدولار: الطلب المتزايد من التجار بسبب العقوبات الاقتصادية على بعض الدول يؤثر على سعر صرف الدولار مقابل الدينار.
• سحب الدولار من جهات متعاملة مع الجانب الإيراني: شراء الدولار بكميات كبيرة من السوق العراقية لإرسالها إلى إيران بسبب العقوبات الأميركية.
• تهريب الدينار: عمليات تهريب العملة العراقية لتحقيق أرباح من الفرق بين السعر الرسمي والموازي.
• مضاربات التجار: تداول الشائعات والمعلومات المسربة يؤدي إلى تغييرات حادة في الأسعار.

تتداخل هذه العوامل في التأثير على سعر صرف الدينار العراقي عبر قنوات متعددة بحيث يكون لكل عامل دوره في تحريك السوق بشكل مباشر أو غير مباشر، فتأثير مزاد العملة يكون واضحاً في التغير اليومي، بينما تلعب إجراءات البنك المركزي دور الوسيط الذي يحاول الاستقرار وتجنب التقلبات الكبيرة، وفي نفس الوقت يظل الطلب التجاري والضغط الناتج عن العقوبات الاقتصادية سببين رئيسيين في تغيرات السعر.

سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار في العراق يعكس المعادلة المعقدة بين العرض والطلب في السوقين الرسمية والموازية، وهو مؤشر يعكس حيوية الاقتصاد المحلي وتأثير العوامل الخارجية التي تشمل السياسة النقدية والعلاقات التجارية والتحديات الاقتصادية المحيطة، ما يستدعي مراقبة مستمرة لفهم المسار المحتمل للعملة الوطنية في الفترات القادمة