«صوت مهم» الجنوب اليمني بين شرعية القضية وعدم تحرك المجتمع الدولي بهذا الشأن

الجنوب اليمني بين شرعية القضية وصمت المجتمع الدولي يمثل لغزًا سياسيًا معقدًا وسط تعقيدات السياسة الدولية وتضارب المصالح الاستراتيجية، حيث تتجاهل القوى الكبرى وأجهزة القرار الدولي قضية الجنوب التي تحمل في طياتها عدالة واضحة وتاريخًا موثقًا لكن هذا التجاهل ليس ناتجًا عن نقص المعلومات بل هو موقف مقصود يقوم على حسابات سياسية ومصالح متشابكة تسعى إلى تحقيق أهداف دون التخلي عن مصالحها في المنطقة

الجنوب اليمني بين شرعية القضية وصمت المجتمع الدولي: تجاهل مثير للاستغراب

القضية الجنوبية ليست حدثًا جديدًا بل هي ملف طويل الأمد مدعوم بوثائق تاريخية وسياسية عرفها العالم بأسره بما في ذلك المؤسسات الدولية والإقليمية، ومع ذلك يعاني الجنوب من صمت يُعتبر مقصودًا ويثير تساؤلات عدة حول سبب هذا التجاهل من قبل المجتمع الدولي الذي يُدرك حقيقة القضية بوضوح، فهل الخوف من نتائج دعم الجنوب المستقل أم صفقات سياسية محتملة هي السبب وراء هذا الوضع؟
يمر الوضع من مجرد إهمال إلى صمت يحمل دلالات واضحة التوجه تضرب عرض الحائط بحق تقرير المصير وتكشف ازدواجية معايير تعاطي المجتمع الدولي مع القضايا؛ فبينما تُمنح بعض النزاعات أولوية غير مسبوقة، تُترك قضايا العدالة المركبة كقضية الجنوب في طي النسيان

الجنوب اليمني بين شرعية القضية وصمت المجتمع الدولي: صوت المجلس الانتقالي ومطالبة التغيير

لم يعد المجلس الانتقالي الجنوبي مضطرًا للاعتماد على شرح شرعية القضية أو تقديم أدلة على عدالتها المعروفة، إذ ثمة توافق تاريخي وسياسي على هذه الحقيقة، بل إن الحِكمة اليوم تكمن في الضغط على المجتمع الدولي لتبني موقف واضح وصريح يرسم نهاية التجاهل الممنهج خاصة بعد الانقلاب الحوثي في 2015 الذي أثبت انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وهدد استقرار الجنوب وأمن المنطقة بالكامل
في القلب من هذه المطالب يُبرز المجلس أهمية الجنوب الجغرافي والسياسي والاقتصادي كركيزة رئيسية للاستقرار الإقليمي، برفضه الصورة المشوهة التي توحي بأن استقلال الجنوب يشكل تهديدًا بينما هو في واقع الأمر شريك فعال لمحاربة الإرهاب وحماية الممرات البحرية الحيوية مثل مضيق باب المندب وخليج عدن

الجنوب اليمني بين شرعية القضية وصمت المجتمع الدولي: مقومات الدولة وضرورة الاعتراف

يمتلك الجنوب كل خصائص الدولة القادرة على النهوض وإدارة شؤونها بكفاءة بدءًا من التاريخ المعترف به دوليًا مرورًا بجيش وطني ينتمي للشعب ومؤسسات أمنية تحميه وانتهاءً بتمثيل دبلوماسي يعكس الإرادة السياسية الموحدة، إضافة إلى مقومات اقتصادية متعددة تؤهله ليكون نموذجًا للاستقرار والتطور
لكن رغم هذه الحقيقة فإن المجتمع الدولي لا يزال يميل إلى دعم كيانات مشوشة وغير متماسكة تخدم مصالح ضيقة على حساب مستقبل الشعب الجنوبي الذي يسعى لاستعادة دولته بطرق سلمية واضحة

• تاريخ قانوني طويل معترف به دوليًا
• جيش وطني محترف ومنضبط
• مؤسسات أمنية فاعلة ومتكاملة
• إرادة سياسية موحدة ومتجانسة
• مقومات اقتصادية واعدة قابلة للنمو

تطرح هذه الموازين أسئلة جوهرية، لماذا كل هذا الصمت المُتعمّد عن قضية لا تقبل التفريط بها، لماذا يترك الجنوب يغرق في الحروب والأزمات بينما يُعطى اهتمام زائد لصراعات شمالية لا تنتهي، وهل يُمكن أن يظل المجتمع الدولي صامتًا أمام معاناة شعب يطلب فقط العدل والحرية؟

الجنوب يمتلك أسباب القوة كافة ليكون دولة مستقلة تحقق الأمن والسلام في محيط إقليمي مضطرب حيث استعادته ليست تهديدًا بل فرصة لتثبيت الاستقرار ومواجهة الإرهاب بجدية والكف عن تبني سياسات ازدواجية تغذي الصراعات وتترك الحقائق تنزوي خلف أروقة المصالح السياسية

إن صوت الجنوب يتصاعد ليس كصرخة عابرة بل كنداء تاريخي وسياسي يطالب بموقف واضح، فالصمت الدولي عن الجنوب ليس إلا مزيدًا من تعقيد المشهد وتغذية لعدم الاستقرار الذي يشكل تهديدًا أكبر للجميع بمختلف توجهاتهم ومصالحهم