«تحول درامي» الحوثي من دماج إلى ريمة كيف تحولت المظلومية إلى صناعة القهر

الكلمة المفتاحية: استشهاد الشيخ صالح حنتوس

استشهاد الشيخ صالح حنتوس يمثل لحظة مفصلية في تاريخ اليمن، إذ لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل هو شهادة تستنير بنور القرآن وعزيمة الإنسان الذي رفض الخضوع رغم الوحشية، وقف شامخًا في وجه آلة الكهنوت الطائفية التي حاولت أن تهدم إرادته، وكان ثباته صوتًا ينبض بالحقيقة وسط ظلام الاحتلال الروحي والواقعي.

استشهاد الشيخ صالح حنتوس ودلالاته في المشهد اليمني الراهن

يمثل استشهاد الشيخ صالح حنتوس أكثر من مجرد حدث مؤلم في ريمة؛ فهو كشف عن الطبيعة الحقيقية لميليشيا الحوثي التي تجاوزت حدود الاعتقال السياسي إلى الانحطاط الإنساني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أرسلت كتيبة مهام خاصة لمداهمة منزل شيخ ثمانيني أعزل لا يحمل إلا القرآن ولا يرتكز إلا على الحق والكرامة، وهذا الفصل يفضح المشروع الطائفي الذي لا يقبل إلا الانصياع والسيطرة لا التعايش، ولم يعد هناك قناع يُخفي حقيقة العنف والإرهاب المستشري في مناطق نفوذ هذه الجماعة التي لا ترى في المخالف سوى هدف مشروع للإقصاء والقتل.

استشهاد الشيخ صالح حنتوس والرد على مشروع الكهنوت الطائفي المتجرد

حين سقط الشيخ صالح حنتوس، فهو لم يحمل راية فصيل أو حزب، بل حمل بيده كتاب الله وعلّم أجيالًا على الصبر والثبات، فتجرد هذا الكهنوت من الإنسانية حين اعتقلوه وأهانوه وأرسلوه ميتًا مكبلاً، إلا أن هذا التصرف لم يكن سوى إعلان هشاشة مشروعهم الذي يخاف من كلمات شيخ بسيط تُردد “اصبروا وصابروا” أكثر مما تخاف من آلاف الطلقات، فالقوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في ثبات هذه الروح على مبدأ الحق والكرامة، وهذه اللحظة وضعت في الميزان موقف الجماعة التي ترفض أي حوار أو اختلاف وتعيش في لحظة يأس واختناق يعبر عن انهيار قادم لا محالة.

استشهاد الشيخ صالح حنتوس: رسالة الجمهورية وصمود اليمن ضد الظلم

استشهاد الشيخ صالح حنتوس هو أكثر من مجرد خسارة محلية؛ هو رسالة صادمة ومضيئة تدفع إلى إدراك أن الجمهورية ليست نشيدًا أو شعارًا فوق جدران المؤسسات، بل قرار رجل بسيط لا يركع ولا يهان، وأن الحكم الحقيقي لا يكون بسلطة السلاح والقهر بل بتطبيق قيم العدالة والكرامة، حيث تتضح هشاشة الكهنوت الذي يرفض المشاركة والتعايش مع المختلف، ولا يحترم الأعراف القبلية ولا العلماء مهما اختلفوا، وهذا الجدول يوضح الاختلاف بين المشروع الجمهوري الوطني ومشروع الكهنوت الطائفي:

العنصرالمشروع الجمهوريمشروع الكهنوت الطائفي
الهوية الوطنيةشاملة ومتنوعة، تحت مظلة وحدة الوطنمحصورة بسلالة وأفكار متطرفة
التعايشيقبل الاختلاف ويحترم التنوعيستهدف المختلف ويقيم عليه الحكم بالإقصاء
السلطةحكم دستوري يستند إلى القانون وحقوق الإنساناستبداد وعنف يرتكز على السلطة الإلهية المزعومة
القوةثبات على المبادئ وسيادة القانونترهيب بالسلاح واستخدام العنف
  • ميليشيا الحوثي تظهر سلوكًا ممنهجًا في استخدام العنف ضد المدنيين والأبرياء
  • تتجرد هذه الجماعة من القيم الإنسانية وكل الأعراف القبلية
  • تخاف من الأصوات الحرة التي ترفض التبعية والعبودية الفكرية
  • تعتمد على خطاب زائف يختبئ خلف قناع الدين والمظلومية
  • تكرس الانقسام الطائفي وتغذي حالة الحرب والصراع المستمر

ما حدث مع استشهاد الشيخ صالح حنتوس يبرز حقيقة عدم إمكانية وجود هذه الجماعة في حاضنة وطنية تعددية، فالجمهورية التي تمثل العزة والكرامة تستمر في إشعال نار المقاومة والتغيير، وهي تستمد قوتها من أشخاص لا يستسلمون للظلم ولا يخضعون لمن يدّعون الحق الإلهي بينما هم في حقيقتهم وقد فقدوا كل مقومات الشرعية والإنسانية، وتبقى الجمهورية السائدة رغم كل محاولات التهيمن.

في مواجهة سطوة الكهنوت وإرهاب الميليشيا، يصح أن تُقرأ لحظة استشهاد الشيخ صالح حنتوس كعلامة فارقة تذكر الجميع بأن الإنسان الحي بثباته ومبادئه هو الذي يصنع التاريخ ولا القدرة السلاح وحده، وهذا الضوء سيظل يشع في دروب آلاف الأحرار الذين لم يخضعوا لرعب أو ترهيب ومهما طال الليل، النهار آتٍ.