«رد فعل قوي» بيان هيئة علماء المسلمين في العراق على جريمة اغتيال معلم القرآن صالح حنتوس في اليمن

الكلمة المفتاحية: جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس

جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس تمثل حلقة قاتمة في سلسلة الجرائم الطائفية التي تتعرض لها اليمن، وخاصة العلماء والدعاة الذين يقفون في وجه المليشيا الحوثية التي تصعد بسياسة الإقصاء والترهيب بشكل ممنهج تستهدف حياة ودور الفقهاء والمصلحين في المجتمع اليمني، ما يعكس تصعيداً خطيراً في الإرهاب الفكري والعقائدي وتعميق الانقسامات.

تفاصيل جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس ودلالاتها الطائفية

جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس تخللتها مشاهد مأساوية عبر اقتحام منزله ومسجده في قرية المعذب في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، حيث حاصرته المليشيات الحوثية بكثافة مسلحة استخدمت فيها قذائف وصواريخ وأسلحة نارية متنوعة، مما أدى إلى إصابات خطيرة في أفراد عائلته ومن بينهم زوجته، ثم اختطاف جثمانه بعد القتل. لم تنته الفاجعة هنا، فشنت قوات الحوثي حملات مداهمة شملت اعتقالات واسعة في القرية كاملةً، طالت الرجال واقتادتهم إلى جهات مجهولة، في ظل ظروف إنسانية وأمنية صعبة تُجبر النساء وحدهن على البقاء. يعكس هذا النمط من الجرائم سياسة ممنهجة لممارسة الكراهية والتمييز الطائفي، ما يهدد السلم المجتمعي ويؤكد على خطورة تداعيات الإرهاب الفكري الذي تمارسه هذه المليشيات تجاه معارضيها.

دور الشيخ صالح حنتوس في المجتمع وأسباب استهدافه المستمر

لقد كان الشيخ صالح حنتوس من أبرز دعاة القرآن الكريم في اليمن، وأشرف على دار لتحفيظ القرآن وكرّس حياته للتعليم والإصلاح المجتمعي رغم التهديدات والمضايقات الطائفية المستمرة التي تعرض لها بسبب موقفه الرافض لأفكار الحوثي المتطرفة. هذا الرفض جعله هدفاً مباشراً لهجمات المليشيا التي تسعى لإسكات صوته، لكونه رمزاً دينياً واجتماعياً له تأثير واضح في مجتمعه، وهذا ما دفعها إلى تصعيد العنف ضده حتى وصلت إلى اغتياله واقتحام بيته ومسجده، ما يدل على النمط الإقصائي الذي تتبناه هذه الجماعة تجاه كل صوت معارض لا يوافق توجهاتها.

الوعي المجتمعي والسياسي ضرورة لمواجهة جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس

تكشف جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس عن تعقيد الظاهرة الطائفية التي تغذي الصراعات في اليمن، وهي بحاجة إلى موقف جماعي شامل يُدرك طبيعة العدو وأدواته ويمنع الانجراف وراء دعايته، كما أشارت هيئة علماء المسلمين في بيانها رقم (1599). ينبغي أن يشمل هذا الموقف خطوات سياسية، إعلامية، وشرعية لإعادة توجيه البوصلة والالتفاف حول مواجهة التحديات بشكل متكامل في أفق بناء السلام وتعزيز الأمن. يغيب عن الكثيرين حقيقة ملابسات القضية اليمنية وسط التضليل الإعلامي الذي يسعى لتلميع صورة الحوثي تحت غطاء قضايا أخرى، ما يتطلب جهداً مضاعفاً لكشف الحقائق.

• فهم أبعاد الجريمة وتأثيراتها الطائفية
• الاحتكام إلى مواقف شرعية واضحة تصد في وجه التطرف
• توحيد الصف السياسي والإعلامي لمواجهة مخططات الحوثي
• تنشيط الوعي المجتمعي بعدالة القضية اليمنية وأدواتها

تكشف جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس عن عمق الأزمة اليمنية التي تتجاوز النزاع المسلح لتشمل استهداف قيم المجتمع الروحية والعلمية، ما يتطلب وعياً جماعياً يحشد الجهود في مواجهة تلك السياسات التحرشية التي تزرع الفتنة وتدمر التعايش.