«فرصة أغتنمها» الحوثي يتوسل المفاوضات هل تقترب نهايته في اليمن؟

جماعة الحوثيين ترفض التصريحات الرسمية من على المنابر إجراء أي حوار مع القوى التي تصفها بالداخلية، لكنها تسعى سراً لكسر العزلة الدولية والإقليمية التي وضعتها خلال السنوات الماضية، خاصة بعد فتح قناة اتصال غير مباشرة بين السعودية وإيران بوساطة عُمانية، ما قد يغير موازين المشهد السياسي في اليمن ويؤثر على مستقبل المفاوضات المصيرية هناك.

جماعة الحوثيين ترفض التصريحات الرسمية وتكشف عن محاولات كسر العزلة

أكد الباحث السياسي خالد سلمان أن جماعة الحوثيين مستمرة في رفض التصريحات الرسمية للحوار أمام الجمهور، وتصنف القوى الأخرى بأنها “مصنوعة خارجياً”، معتمدة على الصورة الزائفة بأنها صوت للوحدة الوطنية، بينما هي تقود سياسات تنفيذية لصالح مشروع إيراني توسعي، مما يجعل رفضها للحوار على الملأ مجرد غطاء للحقيقة. من خلف الكواليس، تحاول الجماعة إمضاء خطوات غير معلنة لكسر جدار العزلة الدولي والإقليمي، لا سيما بعدما فتحت السعودية وإيران قناة اتصال سرية بوساطة عمانية، الأمر الذي يسمح ببعض الانفراجات السياسية التي لم تكن متوقعة قبل سنوات قليلة.

جماعة الحوثيين ترفض التصريحات الرسمية ولكنها أداة تنفيذية خارج صنعاء

يتابع خالد سلمان القول بأن هذه الجماعة، التي بدأت كحركة غير وطنية بعد انقلابها في 2014، لم تكن أبداً تمثل صوتاً أصيلاً للمصلحة الوطنية، وتوجه سياساتها من الخارج، مواصلة تنفيذ إملاءات طهران بعيداً عن صنعاء. محاولات تسويق الانفتاح الحالية لا تعكس أي تغيير حقيقي، بل هي جزء من استراتيجية إيرانية عامة تهدف إلى تحسين العلاقات مع دول الخليج وتأجيل التصعيد العسكري، محاولين بذلك شراء وقت استراتيجي للاستعداد لاحقاً لإعادة تحريك أزمات المنطقة، وهذا يجعل أي تطورات سياسية متعلقة بها محكومة بالسياسة الإيرانية وليس المصلحة اليمنية.

تداعيات جماعة الحوثيين على المفاوضات الإيرانية واليمينة تتضح من خلال رفض التصريحات الرسمية

تشير تصريحات سلمان إلى أن فتح صفحة جديدة مع إيران لا يقتصر على القضايا النووية أو الصواريخ، بل يتناول التعاطي مع أدوات إيران في المنطقة، وفي مقدمتها جماعة الحوثيين التي تحاول الظهور كقوة وطنية مستقلة، لكنها في الحقيقة عبء تنفيذ سياسات طهران، وحيلة رفض التصريحات الرسمية تمثل فقاعتها الدعائية لتزوير الواقع داخلياً بينما المجتمع اليمني يدرك جيداً حقيقة السيطرة الإيرانية على هذه الجماعة. طالما السياسة الإيرانية تتجه نحو لغة التصالح فإن الحوثيين يتناوبون بين رفع شعار الوداعة وتحقيق مكاسب سياسية، رغم أنهم ليسوا شركاء حقيقيين في بناء الدولة اليمنية بل مصدر اضطراب مستمر.

• رفض جماعة الحوثيين إجراء حوارات رسمية مع القوى الداخلية
• محاولات سرية لكسر العزلة الدولية والإقليمية
• تنفيذ أوامر إيرانية خارج صنعاء منذ 2014
• ارتباط المفاوضات في اليمن برغبة إيران في تهدئة الأوضاع مؤقتاً
• وجود مؤشرات على تغيّر استراتيجي إيراني بإعادة ترتيب أولوياتها الخارجية

جماعة الحوثيين تمثل جزءاً من حزمة المفاوضات الإيرانية الإقليمية، حيث لا تتعلق فقط بالقضايا العسكرية بل بالتحكم في أدوات النفوذ، وتواصل جماعة الحوثيين محاولة إظهار نفسها كطرف سياسي وطني بينما الواقع عكس ذلك تماماً، وهو ما يمنع قبولها كمشارك حقيقي في الحل السياسي اليمني، رغم محاولاتها رفع شعار الوداعة وطلب المشاركة وهذا لا يمنع أن الهزيمة التي تعرضت لها إيران على الساحة الإقليمية باتت تخلق معادلة سياسية جديدة تلعب فيها دوراً القرار الأكبر دولياً وإقليمياً لإنهاء نفوذ جماعاتها مثل الحوثي لتستعيد الاستقرار في المنطقة وتضع حدًا لدور الفوضى التي تسببها هذه الجماعة التي لا تزال ترفض التصريحات الرسمية وترفض الاعتراف بغير سيطرتها.