«جهود دولية» الحوثيون ليسوا استثناء في كبح أدوات إيران التخريبية باليمن

ميليشيات الحوثي تمثل أحد أبرز ملفات الأمن الإقليمي التي تشغل الساحة اليمنية والعربية، إذ أصبحت هذه الميليشيات أداة حاسمة بيد النظام الإيراني لمحاولة توسيع نفوذها خارج الحدود، وتحويل اليمن إلى ساحة توتر عسكرية تهدد الاستقرار في المنطقة وتؤثر على الملاحة العالمية، مما يجعل الحديث عن دور ميليشيات الحوثي محورًا أساسيًا في النقاشات الدولية والإقليمية بشأن الأمن والسلام في الخليج واليمن.

ميليشيات الحوثي كأداة استراتيجية للنظام الإيراني وتأثيرها على الأمن الإقليمي

أكد معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة أن ميليشيات الحوثي تمثل القفاز العسكري الذي تستخدمه إيران لاستنساخ تجربة الحرس الثوري خارج حدودها، وتطوير جماعة أيديولوجية إلى قوة عسكرية تسهم في بناء منظومة تهديدات معقدة؛ حيث تم تحويل اليمن إلى منصة لشن هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ تجاه دول الجوار، بتهديد واضح لأمن الطاقة وخطوط الملاحة الدولية، ما يفاقم من حالة عدم الاستقرار في المنطقة ويجعل مكافحة تمدد هذه الميليشيات أمرًا حتميًا

وقد أظهرت الأحداث خلال العامين الماضيين أن هذا التوجه يعكس تصعيدًا غير مسبوق من قِبل طهران، عبر أدواتها في اليمن لتوسيع نفوذها وممارسة ضغوط على المجتمع الدولي، كما أنها بذلك تبتز وتحاصر الجهود الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار الإقليمي، مما يجعل وجود ميليشيات الحوثي على الأراضي اليمنية تهديدًا مباشرًا على الأمن الإقليمي والدولي بمختلف جوانبه

التحديات التي تطرحها ميليشيات الحوثي على جهود الحل والسلام في اليمن

الميليشيات الحوثية لا تشكل تهديدًا داخليًا فحسب، بل تمثل تحديًا رئيسًا في مباحثات السلام واستقرار المنطقة؛ فالتهديدات التي تمارسها عبر السيطرة على الجغرافيا اليمنية المعقدة تجعل من الصعب فصل الملف الأمني المحلي عن التوترات الإقليمية الأكبر، وبحسب الإرياني، فإن أي مقاربة دولية تحاول الحد من تأثير إيران دون معالجة وجود ميليشيات الحوثي المسلحة على الأرض، ستترك ثغرة استراتيجية تسهل لطهران مواصلة مشروعها التخريبي عبر وكيل قوي في قلب الجزيرة العربية

ولذلك فإن تجاهل ضرورة التعامل مع هذه الميليشيات كجزء لا يتجزأ من الحلول على المستوى الدولي والإقليمي يفتح الباب أمام استغلال هذه الحركات كورقة ضغط أو خيار بديل لتوسيع النفوذ الإيراني في منطقة حساسة جدًّا، لا سيما كونها تطل على مضيق باب المندب الذي يعد نقطة محورية لحركة التجارة العالمية ومنابع الطاقة

دور المجتمع الدولي في التعامل مع خطر ميليشيات الحوثي لحفظ الأمن والسلام

يضطلع المجتمع الدولي بدور بالغ الأهمية في التصدي لمدى تأثير ميليشيات الحوثي على أمن واستقرار اليمن والمنطقة ككل، إذ يلتزم العالم بتحقيق توازن بين مواجهة التهديدات العسكرية والضغط السياسي من أجل التوصل إلى حلول دائمة، وفي هذا السياق يمكن تلخيص إجراءات التعامل مع خطر ميليشيات الحوثي ضمن النقاط التالية:

  • تعزيز جهود الرقابة على تدفق الأسلحة إلى الميليشيات
  • دعم المفاوضات السياسية التي تشمل كافة الأطراف اليمنية
  • العمل على استقرار المناطق المتأثرة سياسياً وأمنياً
  • تنسيق الجهود الإقليمية لتخفيف الدور الإيراني والحد من أدواته
  • مراقبة نشاطات الحوثيين وتأثيرها على الملاحة البحرية والطاقة

ويبرز هنا جدول مقارنة يوضح بالاختصار الفرق بين الأدوار الإيرانية في اليمن ودور ميليشيات الحوثي:

العنصردور النظام الإيرانيدور ميليشيات الحوثي
الهدفتوسيع النفوذ الإقليميتنفيذ الأجندة الإيرانية عسكريًا
الوسيلةالدعم السياسي والمالي والعسكريالعمليات العسكرية والهجمات الصاروخية
التأثيرزعزعة الاستقرار الإقليمي والدوليتهديد الملاحة وخطوط الطاقة

يبقى واقع سيطرة ميليشيات الحوثي على أجزاء واسعة من اليمن علامة خطيرة على تعقيد الأوضاع، فمن جهة يمثل وجودهم اختبارًا حقيقيًا لصبر وصلاحية السياسات الإقليمية والدولية، ومن جهة أخرى يسلط الضوء على مدى حاجة اليمن وجيرانه للدعم الحقيقي لإعادة الاستقرار، إذ أن استمرار هذه السيطرة لا يعني سوى بقاء بؤرة توتر تهدد حركة التجارة الدولية وأمن الطاقة، ما يفرض على الجميع تدارك الأمر قبل أن تتحول قبضة هذه الميليشيات إلى مشكلة إقليمية لا حدود لها.