«فضل كبير» صيام تاسوعاء وعاشوراء ما الحكمة من الصيام في هذه الأيام المباركة

صيام تاسوعاء وعاشوراء من العبادات التي حظيت باهتمام كبير في مصر خلال الأيام الماضية، حيث يحرص المسلمون على اغتنام فضل هذه الأيام المباركة التي توافق التاسع والعاشر من شهر محرم، ويحرص الكثيرون على صيام تاسوعاء وعاشوراء تحقيقًا للأجر الكبير ومخالفة اليهود الذين يصومون يوم عاشوراء فقط، أو يصومون قبله أو بعده، وفي هذا المقال نعرض التفاصيل المتعلقة بفضل الصيام وأحكامه بشكل مبسط وميسر.

أحكام صيام تاسوعاء وعاشوراء والفرق بينهما

تجدر الإشارة إلى أن صيام تاسوعاء وعاشوراء جائز شرعًا، وبيّنت دار الإفتاء المصرية في منشور لها على صفحتها أن صيام يوم عاشوراء منفردًا جائز، إذ لم يرد نهي عن صيامه وحده، كما ثبت ثواب ذلك في النصوص الشرعية، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال «ما هذا؟» فأخبروه أنه يوم صالح نجى الله فيه موسى بني إسرائيل من عدوهم، فقال: «أنا أحق بموسى منكم» فصامه وأمر بصيامه، والأجر ثابت لمن صامه مستقلًا، ولكن يستحب صيام يوم قبله أو بعده من باب مخالفة اليهود وأداء السنة المؤكدة، ومن رحمة الإسلام وسعة شريعته أن يشمل الصيام يومين ليكون الأجر أوسع، فصيام تاسوعاء وعاشوراء إنما هو امتثال لسنة النبي وإتباع لفعله الكريم.

فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء وأثره في تكفير الذنوب

يعتبر صيام تاسوعاء وعاشوراء من العبادات ذات الفضل العظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله، وهذا فضل عظيم يُظهر عناية الشريعة بحث الناس على التوبة والاستغفار، كما أن التزام صيام يوم تاسوعاء أي التاسع من محرم، جاء كرد فعل إيماني على صيام اليهود يوم عاشوراء وحده، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: “لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع” دلالة على ضرورة الإتباع والاختلاف في آن معًا بحثًا عن الثواب العظيم، ولا تقتصر أهمية الصيام على التكفير فقط بل هي فرصة لتعزيز التقوى وتعميق العلاقة مع الله، حيث إن القلب حين يعتاد على العبادات تزكو الروح وتزدهر بالإيمان.

كيفية صيام تاسوعاء وعاشوراء وأفضل الممارسات في الأيام المباركة

الصيام في تاسوعاء وعاشوراء يُراعى فيه بعض الأمور التي تجعل الصيام قربة وطاعة مقبولة، ويحرص المسلم على تطبيق التالي:

  • النية الصادقة لطلب رضا الله والابتعاد عن رياء الناس
  • المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها بتركيز وخشوع
  • الإكثار من الذكر والاستغفار وقراءة القرآن الكريم خلال النهار
  • الابتعاد عن المعاصي والذنوب التي تفسد ثواب الصيام كالكذب والغيبة
  • مساعدة المحتاجين وترك الإسراف في الطعام بعد الإفطار

يُفضل أيضًا أن يصوم المسلم يوم تاسوعاء وهو التاسع من المحرم مع يوم عاشوراء الذي يأتي في العاشر، لكسب الأجر المستحب ومخالفًا لليهود، فالصيام بهذه الصورة يعزز الروحانية ويجعل الأيام المباركة ذات أثر واضح في النفوس، ولا شك أن الدعاء خلال هذين اليومين مستجاب بإذن الله، حتى إن الكثيرين يحرصون على تضييق حلقات الشر والفتنة بهذه الأعمال الصالحة.

اليومالفضلالحكم الشرعي
تاسوعاء (9 محرم)مخالف لليهود وتأكيد لصوم عاشوراءسُنة مستحبة لمن استطاع
عاشوراء (10 محرم)يكفر ذنوب السنة الماضية ويوم تحقيق نجاة موسىمستحب وجائز منفردًا

تحرص الأمة على اغتنام هذه الفرصة الروحية الكبيرة لا سيما أن الأيام العشر من المحرم لها مكانة خاصة، فصيام تاسوعاء وعاشوراء جسرٌ نحو تزكية النفس والاقتراب من الله دون تعقيد أو تعصب واضح، بل هو اتباع للسنة وتزين بالطيبة والرحمة والبر.

إن المحافظة على صيام تاسوعاء وعاشوراء مفتاحٌ لراحة القلب وسكينة النفس، والجسد يتقوى بالصيام والروح تزدان بالعبادة، فهما يومان تعيد فيهما الروح صفاءها والأمل يتجدد مع كل نسمة هدوء وسكينة.