«انتعاش قوي» أسهم البرتغال تعود للنمو بعد أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي

أسهم البرتغال تتعافى من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي، حيث سجّلت مؤشرات بورصة لشبونة (PSI) قفزة غير مسبوقة لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ مايو 2011، متجاوزة حاجز 7,790 نقطة في جلسات التداول؛ هذا الارتفاع يجسد تعافياً كاملاً من الأزمة المالية التي ضربت البلاد قبل عقد من الزمن، مستفيدة بشكل كبير من تدفق النقد الأجنبي وتحسن الأداء الاقتصادي المحلي.

أسهم البرتغال تتعافى من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي وتدفقات المستثمرين الأجانب

يعود انتعاش سوق الأسهم البرتغالية إلى عدة عوامل مجتمعة أبرزها تدفق النقد الأجنبي الذي ساهم في دعم السيولة وتوسيع قاعدة المستثمرين في السوق المحلية، وقد ارتفع مؤشر PSI بنسبة 0.5% مدفوعاً بأداء قوي لبنك BCP الذي قاد موجة صعود لأسهم البنوك الأوروبية لم تشهدها الأسواق منذ عام 2009؛ هذا النجاح يعكس تحسناً ملحوظاً في مؤشرات الاقتصاد الكلي وانخفاضاً في مخاطر الائتمان.

ويُشير بيدرو لينو، الرئيس التنفيذي لشركة Optimize Investment Partners، إلى أن المستثمرين الأجانب أصبحوا اللاعب الأبرز في السوق البرتغالية، مشيراً إلى أن هذه السيولة الخارجية عززت من قدرة الشركات على التوسع في الأسواق العالمية، مما شجع المزيد من التدفقات النقدية الأجنبية، وبدورها ساهمت في رفع مؤشرات السوق المحلية بشكل مستدام.

مستثمرون كبار يعززون أسهم البرتغال وتتواصل أهمية النقد الأجنبي في دعم السوق

تكشف التقارير أن كبار المستثمرين في سوق الأسهم البرتغالية يتضمنون صندوق التقاعد الوطني الكندي وصندوق الثروة السيادي النرويجي، بينما تعود الحصص الأكبر في بنك BCP وشركتي الطاقة EDP وREN إلى كيانات صينية، كما تتصدر الاستثمارات الإسبانية عمليات الاستحواذ في القطاع البنكي؛ كل تلك الجهات تظل مدفوعة برغبة في تحقيق عوائد مستقرة من السوق البرتغالية، اعتماداً على قوة تدفق النقد الأجنبي وبرامج جذب المستثمرين مثل التأشيرة الذهبية.

وتُقدّر الاستثمارات الأجنبية الحالية بنحو 2% من الأسهم الحرة في سوق لشبونة، حيث يشجع برنامج «التأشيرة الذهبية» العلماء والمستثمرين على ضخ ما لا يقل عن 500 ألف يورو في صناديق موجهة للاستثمار في الأصول المحلية، مع الحفاظ على نسبة استثمار لا تقل عن 60% محلياً، مما يخلق بيئة جاذبة لتعزيز السوق المالية في البرتغال.

  • تدفق النقد الأجنبي يعزز العمق المالي للسوق
  • برنامج التأشيرة الذهبية يُسرّع جذب المستثمرين الأجانب
  • تنويع ملكية الأسهم بين كيانات دولية مختلفة
  • تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي وأداء الشركات المحلية
  • انخفاض المخاطر الائتمانية يشجع على الاستثمارات طويلة الأجل

أسهم البرتغال تتعافى من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي وسط تحفظ المستثمرين المحليين

على الرغم من التعافي اللافت، لا يزال الحذر يسيطر على المستثمرين المحليين بسبب الأزمة البنكية التي ضربت البلاد عام 2014 بعد إفلاس بنك «إسبيريتو سانتو»، الذي تسبب في سحب مليارات اليورو بسرعة فائقة وحدوث اهتزاز في ثقة المستثمرين الأجانب؛ حينها هبط مؤشر PSI بأكثر من 40% واحتاج البنك الوطني لتصفية أصوله وتأسيس بنك جديد «نوفو بانكو» الذي بيع لاحقاً لمجموعة مصرفية فرنسية.

يشير بيدرو لينو إلى استمرار تحفظ المستثمرين البرتغاليين نتيجة تلك الصدمة التي تركت أثراً عميقاً في السوق المحلية، رغم نجاحات الانتعاش الحالية المدعومة من تدفق النقد الأجنبي، وهذه الحذرية توضح أهمية تعزيز السياسات التي تطمئن المستثمرين المحليين وتدعم بيئة أكثر استقراراً لضمان استمرار تحسن السوق.

العاملالتأثير على السوق البرتغالية
تدفق النقد الأجنبيزيادة السيولة وتحسين مؤشرات السوق
برنامج التأشيرة الذهبيةجذب استثمارات أجنبية كبيرة
أداء بنك BCPقيادة موجة صعود للأسهم البنكية
أزمة بنك إبيريستو سانتو 2014هز ثقة المستثمرين المحليين وخلق حذر مستمر

يشكّل تعافي أسهم البرتغال من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي دليلاً واضحاً على قدرة السوق على التعافي والتطور، مع بروز دور حيوي للمستثمرين الأجانب في إعادة تنشيط الاقتصاد، غير أن بقاء الحذر لدى المستثمرين المحليين يتطلب استراتيجيات مستمرة للحفاظ على ثقة الجميع والعمل على تعزيز استدامة النمو المالي والاقتصادي في البلاد.