مضيق هرمز: هل أصبح شريان النفط العالمي هدفًا للصراع بين إسرائيل وإيران؟

تشهد المنطقة العربية توترات سياسية وعسكرية متزايدة بين إيران وإسرائيل، وهو ما يثير مخاوف كبيرة بشأن مستقبل الطاقة العالمي، إذ يُعتبر مضيق هرمز شريان النفط العالمي. ويعد هذا المضيق من أهم الممرات الاستراتيجية، حيث يمر عبره حوالي خمس الإنتاج اليومي من النفط الخام في العالم، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما يعادل أكثر من 20 مليون برميل يوميًا.

مضيق هرمز

تنامي التوترات في الشرق الأوسط ألقى بظلاله على مضيق هرمز، فقد ألمح قائد البحرية الإيرانية إلى أن بلاده قد تفكر في إغلاق مضيق هرمز، وهو ما وصفه السير أليكس يانجر من المخابرات البريطانية السابقة بأنه سيناريو كارثي. هذا الأمر قد يعرقل صادرات النفط ويؤدي إلى قفزات هائلة في الأسعار العالمية، مما يبرز أهمية استمرار فقط النفط عبر هذا المضيق بالنسبة للأسواق العالمية. الأزمة القائمة ليست مجرد أزمة سوق نفط وإنما تتجاوز إلى مخاطر تهدد حركة التجارة العالمية، خاصة مع التصعيد المحتمل على مضيق هرمز الحيوي.

أهمية مضيق هرمز للاقتصاد العالمي

مضيق هرمز يشكل نقطة حيوية لنقل الطاقة والمواد الخام. من خلاله، تمر خمس إمدادات العالم من النفط، إضافة إلى ثلثي إنتاج الغاز الطبيعي المسال. حيث يمثل المضيق شرياناً استراتيجياً يعزز الاقتصاديات الآسيوية بخاصة الدول المستوردة للنفط كالصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان. العملية التجارية عبره لا تقتصر فقط على النفط؛ بل تمتد لتشمل سلاسل الإمداد للمصانع والصناعات التي تعتمد على مواد خام من النفط والغاز.

الآثار الاقتصادية المحتملة

تشهد الأسواق العالمية تغيرات ملحوظة في أسعار النفط والشحنات بسبب مخاطر إغلاق مضيق هرمز. تشير المحللة وفاء علي بأن التوترات الجيوسياسية المتزايدة تهدد استقرار اقتصاد قطاع النقل البحري واللوجستيات أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي إغلاق للمضيق سيدفع أسعار الشحن وعلاوات المخاطر للتصاعد مما يزيد من أعباء الطاقات الإنتاجية والصناعية على مستوى العالم ويؤثر بشكل ملحوظ على الأسعار العالمية للنفط.

البدائل المتاحة لمضيق هرمز

• عملت السعودية على تعزيز تصدير النفط عبر خط أنابيب “شرق – غرب” بطاقة 5 ملايين برميل يوميًا.
• الإمارات أنشأت خط أنابيب يمكّن نقل النفط من حقولها إلى ميناء الفجيرة بسعة 1.5 مليون برميل يوميًا.
• إيران دشنت خطًا لنقل النفط عبر “غوره – جاسك” بقدرة تصل إلى 350 ألف برميل يوميًا.

تداعيات إغلاق مضيق هرمز

تحذيرات المعهد الروسي للطاقة تتزايد بشأن تأثير أي إغلاق لمضيق هرمز، إذ يمكن أن تصل أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة. وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل الإمدادات العالمية وزيادة الكلفة الاقتصادية للدول التي تعتمد على النفط كرافد رئيسي للطاقة. كما أن أي تدخل من قوى دولية أخرى في الصراع قد يزيد من التصعيد ويعمق الأزمة، مما يتطلب خطة احتواء وتوجيه سريع لخفض التوترات الإقليمية.

استنتاجات رئيسية

الحاجة أصبحت ماسة لتجنب أي تصعيد في مضيق هرمز والبحث عن حلول دبلوماسية تكفل استقرار المنطقة والحفاظ على تدفق النفط بشكل آمن ومستقر لضمان استقرار السوق العالمي.