«ترقب حذر» أسعار الذهب ترتفع انتظارًا لقرار الفدرالي الأمريكي الحاسم

في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين إيران وإسرائيل، أظهرت تعاملات يوم الأربعاء ارتفاعًا في أسعار الذهب، مما أثار اهتمام المستثمرين الذين ينتظرون قرار الفدرالي الأميركي حول السياسة النقدية المتوقعة. وقد ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.16% ليصل إلى 3393.74 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة الأميركية بنسبة 0.2% لتصل إلى 3415.20 دولارًا دون تغيير يُذكر، ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، يشعر المستثمرون بالحذر مما يدعم بالتأكيد ارتفاع أسعار الذهب.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب

تشهد أسعار الذهب حاليًا تقلبات نتيجة تأثرها بالمخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة بعد تصاعد الصراع العسكري الجوي بين إيران وإسرائيل، فقد زاد التوتر بعدما شنت الدولتان هجمات صاروخية جديدة، مع توسيع الولايات المتحدة لعمليات النشر العسكري في المنطقة، مما أسهم في تزايد الضغوط على المستثمرين، وعزز توقعات استمرار ارتفاع أسعار الذهب، إذ تستخدم المخاطر الجيوسياسية كمؤشر لارتفاع قيمة المعادن النفيسة ومنها الذهب.

الكلمة المفتاحية: تذبذب أسعار الذهب

حسب ما ذكره المحللون في مذكرة بنك “إيه.إن.زد”، فإن تذبذب أسعار الذهب يأتي بالتزامن مع ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية، مثل تراجع مبيعات التجزئة والإسكان والإنتاج الصناعي، مما يزيد من احتمالات خفض الفدرالي الأميركي لمعدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، فهذه التوقعات تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، مما يؤدي إلى تباين أسعار الذهب ويجعلها مثار اهتمام عالمي.

التأثيرات الاقتصادية على أسعار الذهب

إلى جانب التوترات الجيوسياسية، تأثرت أسعار الذهب أيضًا بالتغيرات الاقتصادية العالمية، فقد أظهرت البيانات الرسمية انخفاضًا في مبيعات التجزئة الأميركية خلال مايو، خاصة مع تراجع مشتريات السيارات؛ مما يعكس تراجع إنفاق المستهلكين إضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، ووسط هذه التقلبات، يتوقع العديد من المراقبين أن يحافظ الفدرالي الأميركي على معدلات الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن.

اتجاه أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى

وبالنظر إلى المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت أسعار الفضة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 37.22 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 1266.04 دولارًا، فيما صعد البلاديوم بالنسبة نفسها ليصل إلى 1054.63 دولارًا، وتترقب الأسواق بحذر تطورات الوضع الجيوسياسي وتأثيره على المعادن الثمينة، خاصة أن الذهب يعتبر الملاذ الأكثر أمنًا بين هذه المعادن في أوقات عدم اليقين.

في سياق متصل يمكن للمراقبين استخدام العوامل الاقتصادية والجيوسياسية الحالية كمرجع لفهم واستيعاب الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب، إذ تظل القضية الرئيسية هي كيفية تعامل الأسواق مع هذه التطورات والتغيرات في السياسة النقدية، ويظل الاتجاه الصاعد هو المسيطر بقوة على سوق المعادن النفيسة في ظل الظروف الراهنة.