«اضطرابات جديدة» ارتفاع الذهب بسبب المواجهات المتزايدة بين إسرائيل وإيران

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات الثلاثاء، متأثرة بتزايد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، وزيادة دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لمغادرة المواطنين العاصمة الإيرانية طهران، هذه التطورات دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة، مما أدى إلى زيادة الإقبال على الذهب، باعتباره من المعادن النفيسة التي تتمتع بسمعة الملاذ الآمن في فترات الأزمات السياسية والاقتصادية.

الذهب والأحداث الجيوسياسية

تشهد الأسواق المالية تقلبات ملحوظة نتيجة للأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ومن أبرز التأثيرات تصاعد أسعار الذهب، حيث أفادت البيانات السوقية بارتفاع أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3388.57 دولارًا للأوقية، بالرغم من تراجعه في الجلسة السابقة بأكثر من 1%، على الجانب الآخر، شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تراجعًا بنسبة 0.3% لتسجل 3407.20 دولارًا للأوقية.

المعادن النفيسة والملاذ الآمن

تُعتبر المعادن النفيسة مثل الذهب ملاذًا آمنًا خلال فترات التوتر العالمي، حيث تدفع حالة عدم اليقين المستثمريين نحوها لحماية أصولهم، وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى “KCM Trade”، إن تقلب المزاج الجيوسياسي يعتبر دافعًا رئيسيًا لأسعار الذهب، حيث يتوجه نحو حاجز 3400 دولار، كما أن الوضع في الشرق الأوسط ودعوات الرئيس الأمريكي لزيادة التوترات يمكن أن يؤدي إلى زيادات إضافية في الأسعار.

توقعات أسعار الذهب المستقبلية

تشير التوقعات إلى استمرار دعم أسعار الذهب نتيجة لعدة عوامل، من بينها الحروب الجمركية والنزاعات العسكرية، والتي قد تدفع الأسعار إلى الاقتراب من مستوى 3500 دولار، كما يراقب المستثمرون عن كثب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي يتوقع إبقاء معدلات الفائدة دون تغيير، ومن المنتظر أن يقدم رئيس البنك جيروم باول إشارات حول المسار المستقبلي لهذه التخفيضات، يمكن أن تؤثر هذه القرارات على توجهات أسعار الذهب.

الذهب والمعادن الأخرى

على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، شهدت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.2% لتسجل 36.41 دولارًا للأوقية، وحقق البلاتين نسبة ارتفاع مماثلة ليبلغ 1248.17 دولارًا، بينما ارتفع البلاديوم كذلك بنسبة 0.2% ليصل إلى 1031.13 دولارًا، هذه الارتفاعات تأتي في ظل المناخ الاقتصادي والسياسي الحالي، مما يعزز من مكانة المعادن النفيسة كاستثمار مستقر نسبياً.

في الختام، ترتبط أسعار الذهب بالأوضاع الجيوسياسية العالمية والتوقعات الاقتصادية، وإذا استمرت التوترات في التزايد، فمن المرجح أن يستمر الذهب في جذب المستثمرين الراغبين في تأمين أصولهم، ومع مراقبة الأحداث والتوقعات الاقتصادية، سيظل الذهب مستمرًا في تثبيت مكانته كأحد أهم الأدوات المالية في مثل هذه الأوقات.