«ما وراء» تراجع الذهب: هل يؤثر التصعيد بين إيران وإسرائيل عليه؟

تراجعت أسعار الذهب اليوم بشكل غير متوقع، وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، وترقب قرارات مجموعة السبع ونتائج اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي المتوقع نهاية الأسبوع الحالي، هذا التراجع في أسعار الذهب الفوري بلغ 0.5%، ما يعادل تسجيل 3.415 دولار للأونصة، بعد أن وصلت الأسعار لأعلى مستوياتها منذ أبريل الماضي، في حين شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة انخفاضًا موازيًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 3.434 دولار للأونصة.

تحليل انخفاض أسعار الذهب

رأى المحلل في بنك يو بي إس، جيوفاني ستوانوفو، أن التوترات الجيوسياسية ليست مؤقتة وستستمر في إبقاء الأوضاع غير مستقرة في الأسواق، وعلى الرغم من ذلك، فإن تخفيض أسعار الفائدة المستقبلية من قبل البنوك المركزية يُعتبر عاملاً يدعم ارتفاع أسعار الذهب، مما يجعله ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل الأوضاع الراهنة، ومع ذلك، لا يزال الوضع السياسي والعسكري في الشرق الأوسط يلقي بظلاله على حركة الأسعار.

تأثير اجتماع مجموعة السبع والتوترات الإقليمية

أصبحت المخاوف من التصعيد الإقليمي محور اهتمام قمة مجموعة السبع التي تنعقد حاليًا في كندا، وذكرت التقارير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، وعلى الرغم من أن النزاع مستمر بين إيران وإسرائيل لليوم الرابع، فالقصف الأخير أودى بحياة ثمانية أشخاص على الأقل بعد استهداف مدينتي تل أبيب وحيفا، حسب مصادر إعلامية، ونظرًا لذلك، تجنبت الأسواق الحماسية، وفضلت التريث حيال اتخاذ القرارات الاستثمارية الكبرى.

حركة الأسعار في الأسواق العالمية

على الرغم من التطورات الجيوسياسية، شهدت أسواق العملات استقرارًا نسبيًا، في حين سجلت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في وول ستريت ارتفاعًا طفيفًا بعد بعض الانخفاضات في البداية، أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أشار إلى أن الأسواق تراقب عن كثب التطورات في الشرق الأوسط، خاصة مع خوف متزايد من احتمال اتساع رقعة النزاع الإقليمي، وهو ما يؤكد أهمية الحذر في التعامل مع الأوضاع الحالية.

الأهمية التاريخية للذهب كملاذ آمن

على مدى التاريخ، لعب الذهب دورًا كبيرًا كملاذ آمن للمستثمرين في الأوقات الحرجة اقتصاديًا وجيوسياسيًا، فعندما تتراجع أسعار الفائدة، كما هو الحال الآن مع محافظ البنك الفيدرالي جيروم باول، الذي أبقى الفائدة بين 4.25% و4.50% منذ ديسمبر الماضي، يميل المستثمرون إلى زيادة حيازاتهم من الذهب، ومع ذلك فإن السوق العالمي يترقب بشغف تصريحات باول القادمة وما قد تحمله من تغييرات جديدة في السياسة النقدية.

توجهات المعادن النفيسة الأخرى

سجلت أسعار المعادن النفيسة الأخرى أداءً متباينًا في السوق اليوم، حيث ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.3% ليبلغ 36.41 دولار للأونصة، وصعد البلاتين بنسبة 1.2% مسجلاً 1.242 دولارًا، كما صعد البلاديوم بنسبة 1.6% ليصل إلى 1.044 دولار للأونصة، هذه التغيرات الطفيفة تشير إلى أن الأسواق قد تكون في مرحلة من الحذر والترقب، بانتظار مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.

• الذهب كملاذ آمن في الأزمات
• التوترات الإقليمية وتأثيرها على الذهب
• السياسة النقدية للبنك الفيدرالي