«قفزة تاريخية» الذهب يواصل ارتفاعه متأثرًا بالأوضاع في الشرق الأوسط

تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن نتيجة للاضطرابات في الشرق الأوسط مما أدى إلى ارتفاع الأسعار لتصل إلى نحو 3400 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى تاريخي للأسبوع. وعلى الرغم من تجاوز الذهب لمستوى المقاومة على المدى القريب، تبقى التوقعات حذرة بشأن تحقيقه لمستويات قياسية جديدة في الفترة القادمة. النزاع المستمر بين إسرائيل وإيران يدعم قوة الذهب كملاذ آمن، لكن الارتفاعات التي تنتج من الأزمات الجيوسياسية تكون قصيرة المدة عادة.

الذهب وتحركاته في السياق الجيوسياسي

قد يساهم النزاع الإسرائيلي الإيراني في إبقاء الأسعار مرتفعة إلى نحو 3400 دولار، ولكنه لن يدفع الأسعار لمزيد من الارتفاع بدون تصعيدات إضافية. خلال الثلاث سنوات الماضية، شهد العالم العديد من الأزمات الجيوسياسية التي رفعت أسعار الذهب لفترات وجيزة، لكن كان من الصعب الحفاظ على هذا الطلب المستدام. يتوقع أن ينهي الذهب الفوري الأسبوع عند سعر 3434.12 دولار للأونصة، بزيادة 3.75% مقارنة بالأسبوع الماضي، متفوقًا على الدولار الأمريكي المنخفض بنسبة 1%.

تأثيرات التقلبات على سوق الذهب

تشير ميشيل شنايدر، كبيرة استراتيجيي السوق في MarketGauge، إلى أن تقلبات الأسعار ستستمر الأسبوع المقبل مع جني المتداولين لأرباحهم. إلا أن التوقعات حول الذهب والفضة تشير إلى استمرار الاتجاهات الصعودية طويلة الأمد. هذه التوترات قد تؤدي لارتفاع التضخم وتداعيات سلبية أخرى حيث يمكن أن يرتفع الذهب بشكل كبير بفعل اضطرابات جيوسياسية متوقعة ومخاطر تضخمية.

تنافس الملاذات الآمنة وتأثير النفط

نعيم أسلم كبير مسؤولي الاستثمار في Zaye Capital Markets يشير إلى أهمية متابعة الوضع الجيوسياسي خاصة إذا ردت إيران بتهديد تدفقات النفط عبر مضيق هرمز. هذا قد يرفع أسعار النفط الخام ومن ثم يرفع الطلب على الذهب كملاذ آمن. في حالة تراجع النفط والتصعيد، فإن ارتفاع الذهب قد يكون مؤقتًا ويتلاشى بانخفاض الطلب. يجب على المتداولين مراقبة سعر خام برنت، حيث أن تجاوزه 80 دولارًا قد يشير إلى تحولات أعمق في السوق.

الاتجاهات طويلة الأمد للذهب

من جانب آخر، مايكل براون من بيبرستون يتوقع استمرار ارتفاع الذهب، حتى مع تلاشي المخاطر الحالية. العوامل الهيكلية طويلة الأمد تدعم استمرار ارتفاع الأسعار حيث أن الذهب يظل عنصرًا هامًا في المحافظ الاستثمارية خلال الأوقات العصيبة. توقع براون استمرار التحوط من عدم اليقين الجيوسياسي بالدولار القوي.

الاحتياطي الفيدرالي وأثره على أسعار الذهب

الاهتمام سيتوجه جزء منه إلى الاحتياطي الفيدرالي حيث يتوقع الاقتصاديون عدم تغيير أسعار الفائدة؛ لكن إذا كان أكثر تشاؤمًا بعد بيانات التضخم الحالية، فإن ذلك قد يعزز الثقة في الذهب ويرفعه لأرقام قياسية جديدة. أما إذا كان الاجتماع ذو نبرة متشددة، فقد تخسر المستويات المرتفعة للذهب رونقها مع تراجع رهانات المستثمرين على خفض الفائدة.

النظرة الفنية للذهب