«توضيح الإفتاء» طواف الوداع في الحج هل هو إلزامي أم لا؟

يعد طواف الوداع واجبًا مهمًا عند الشافعية والحنابلة في فريضة الحج، بينما يعتبر سنة مؤكدة وفقًا للمالكية والحنفية، مع اقتراب موسم الحج، يتساءل العديد من المسلمين عن حكم طواف الوداع، خاصة مع اختلاف الآراء الفقهية حول وجوبيته، حيث يرى جمهور الفقهاء أن طواف الوداع هو آخر ما يقوم به الحاج قبل مغادرة مكة، بينما هناك استثناءات لعدة فئات ممن يُعفى عنهم ذلك، بحسب نصوص السُّنة الشريفة.

حكم طواف الوداع في المذاهب

تناولت المذاهب الأربعة مسألة طواف الوداع بأحكام مختلفة، فالشافعية والحنابلة يرون في طواف الوداع واجبًا من واجبات فريضة الحج، ويجب على الحاج أداؤه قبل مغادرة مكة المكرمة، وأما المالكية والحنفية، فقد اعتبروا طواف الوداع سنة مؤكدة، وهذا يعني أن من أتم عليه أداءه يُثاب، ولكن لا إثم على من تركه.

الفئات المستثناة من طواف الوداع

توجد فئات معينة يُعفى عنها أداء طواف الوداع وفقًا لأقوال العلماء والفقهاء، وتشمل المرأة الحائض أو النفساء، حيث عند المالكية والحنفية لا يجب عليها إعادة الطواف فيما بعد، كذلك المريض غير القادر على الطواف لأسباب صحية، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يضطرون لمغادرة مكة المكرمة في حالات طارئة بعدم قدرتهم على العودة.

• المرأة الحائض والنفساء؛ يُعفى عنها الطواف.
• المريض؛ يعفى عنه بعذر صحي.
• من يغادر مكة اضطرارًا؛ ينظر في حالته وفق الظروف.

حكم ترك طواف الوداع عمدًا أو سهوًا

من يترك طواف الوداع عمدًا وهو غير معذور، فعليه أن يدفع فدية تتمثل في ذبح شاة، أما إذا نسي الطواف وغادر مكة ثم استطاع العودة لأدائه، فيجب عليه ذلك، وإن لم يتمكن، فعليه دم، بينما من تركه بعذر، مثل الحائض أو المريض، فلا شيء عليه واجب.
هذا الأحكام تتوافق مع ما رواه ابن عباس، الذي يستند إليه العلماء في قرار الإعفاء.

إن أهمية فهم تفاصيل طواف الوداع تأتي لتعزيز القواعد الفقهية بين المسلمين وتحقيق الفهم الصحيح للفريضة، ما يُساعد الحجاج على تأدية مناسك الحج بشكل صحيح ومتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي، مع احترام الاختلافات الفقهية التي تزيد من غنى التراث الإسلامي وتوضح قوة الشريعة في استيعاب الظروف المتعددة.