«قفزة تاريخية» الفضة تتجاوز مستويات سابقة وتثير التساؤلات حول المستقبل

تعززت أسعار الفضة بشكل ملحوظ، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير 2012، ويعود ذلك إلى التحركات الفنية الصاعدة والإقبال الكبير من المستثمرين على المعادن الثمينة كهروب من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي. الاعتماد على الفضة كملاذ آمن يعكس الاضطرابات في الأسواق العالمية، والتي دفعت الكثيرين إلى البحث عن بدائل تحمي أموالهم في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة.

أسعار الفضة وتأثير الطلب الاستثماري

أسعار الفضة شهدت ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 4.2%، لتصل إلى 35.90 دولارًا للأونصة، وفقًا لبيانات بلومبيرغ. يعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل منها التحسن في الأساسيات واهتمام المستثمرين المتزايد. ألكسندر زومفه، المتداول الرئيسي في شركة Heraeus، أعرب عن ثقته في أن الفضة بدأت تعويض الفارق بينها وبين الذهب، بعدما شهد المستثمرون زخمًا قويًا نحو المعدن الأبيض، وهذا جاء بعد تأخر الفضة عن الذهب لبضعة أسابيع.

الفضة كملاذ آمن وتحركات الأسواق

من المعروف أن الذهب والفضة يعتبران ملاذين آمنين، ولكن الفضة تميزت مؤخرًا بزيادة الطلب عليها من قبل صناديق المؤشرات المدعومة، والتي شهدت زيادة في حيازتها بمقدار 2.2 مليون أونصة. هذه التحركات تأتي نتيجة للمتغيرات في الأسواق واعتبار الفضة خيارًا جاذبًا للاستثمار في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة. استخدام الفضة كعنصر صناعي وكملاذ مالي يزيد من جاذبيتها.

الرؤية الصناعية والمالية للفضة

ميزة الفضة تكمن في استخدامها كأصل مالي وعنصر صناعي على حد سواء. تلعب دورًا محوريًا في تقنيات الطاقة النظيفة مثل الألواح الشمسية، مما يعزز من الطلب عليها ودفع السوق نحو عجز مستمر للعام الخامس على التوالي، بحسب “معهد الفضة” العالمي. هذه العوامل توضح ارتباط الفضة العميق بتوجهات السوق الصناعية والمالية في آن واحد.

الأفق الاقتصادي وتأثيرات أسعار الفائدة

الارتفاع في أسعار الفضة جاء بالتوازي مع تباطؤ نشاط الخدمات وتراجع التوظيف في الولايات المتحدة، ما أدى إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة. انعكست تلك الأمور بشكل قوي على السوق، حيث يتوقع الآن تخفيضان متوقعان في أسعار الفائدة الأمريكية في أكتوبر وديسمبر المقبلين. تعتبر الفضة والذهب مستفيدين من تراجع أسعار الفائدة نتيجة لعدم توليدهما عائدًا ثابتًا، مما يعزز من جاذبيتهما الاستثمارية في مثل هذه الأوقات.

في الساعة 12:19 ظهرًا بتوقيت لندن، كانت الفضة تواصل استقرارها عند سعر 35.89 دولارًا، في حين شهد الذهب وبعض المعادن الأخرى ارتفاعات متفاوتة، مما يدل على تفوق الفضة في مقابل المؤشرات الأخرى التي لم تتغير كثيرًا، حسبما أشارت تقارير رويترز، المؤشرات الاقتصادية تقدم دليلاً على الأهمية المتزايدة للفضة في تحركات السوق العالمية للأوراق المالية والمعادن الثمينة.