«ترقب عالمي» الذهب ينتظر الإشارات الاقتصادية ما هو القادم؟

تعكس أسعار الذهب العالمية حالة توازن حالياً نتيجة لتقييم المستثمرين للبيانات الاقتصادية الأمريكية التي خرجت أضعف من التوقعات، فضلاً عن استمرارية حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي في مختلف أنحاء العالم، يبحث المستثمرون بتفاؤل نحو بيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة للحصول على مؤشرات إضافية تعزز فهمهم للوضع الاقتصادي الحالي، في الوقت الراهن، تشهد الأسواق حالة من الاستقرار في أسعار الذهب مع ترقب المزيد من المعلومات التي قد تدعم التوجهات المستقبلية.

استقرار أسعار الذهب في المعاملات الفورية

استقرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية عند 3,372.91 دولاراً للأوقية خلال الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، حيث لم يشهد سعر الذهب تغيراً ملحوظاً بسبب توقعات المستثمرين للحصول على بيانات أمريكية قد تعزز من فهمهم لتوجهات السوق، في وقت لاحق من نفس اليوم، ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بواقع 0.1% لتسجل 3,396.60 دولاراً، مما يعكس توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن في ضوء التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية، ويبرز هذا الاستقرار في أسعار الذهب كمؤشر إيجابي للمستثمرين الذين يتطلعون إلى اتجاهات صاعدة مستقبلاً.

تأثير سياسات الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الذهب

أسهمت قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تقديم دعم إضافي لأسعار الذهب، فقد أعلن المجلس عن تباطؤ ملحوظ في النشاط الاقتصادي وتزايد في التكاليف والأسعار، نتيجة زيادة معدلات الرسوم الجمركية منذ الاجتماع الأخير للسياسة النقدية، كما أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته وتوجيهاته لبنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة مما أضاف إلى زخْم أسعار المعدن الأصفر، دفع هذا المستثمرين إلى زيادة إقبالهم على الذهب كوسيلة للتحوط من المخاطر الاقتصادية، ما يعزز من مكانة الذهب باعتباره أحد أهم الأصول الاقتصادية في مثل هذه الظروف.

تقرير التوظيف الأمريكي وتأثيره على السوق

أصدر تقرير التوظيف الوطني من شركة ADP مؤشراً عن مستويات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي، حيث أظهر أن أعداد الموظفين الجدد الذين تم توظيفهم في شهر آيار الماضي كانت الأقل في أكثر من عامين، ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر كشف تقرير الرواتب غير الزراعية يوم الجمعة للحصول على معلومات إضافية حول سوق العمل، تلعب هذه البيانات دوراً رئيسياً في التأثير على قرارات الاستثمار، خصوصاً في الأصول الثابتة كالذهب الذي يعتبر ملاذاً آمناً مع تراجع سوق العمل.

سياسات ترامب التجارية وانعكاساتها على الذهب

• مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، مما يؤدي إلى تضخم الأسعار وارتفاع التكاليف
• توقعات بتحقيق الذهب لزيادة في قيمته كملاذ آمن في فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي
• تحفيز المستثمرين نحو شراء الذهب في ظل انخفاض معدلات الفائدة، وتعزيز الطلب عليه

تزامن دخول مضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة من قبل إدارة ترامب على واردات الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ مع تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن خلال أوقات الاضطراب الاقتصادي، حيث يعتبر الذهب ملاذاً آمناً وموثوقاً للعديد من المستثمرين خصوصاً في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث يميل المستثمرون إلى زيادة حيازاتهم من الذهب للتحوط من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن مثل هذه السياسات، مما يتيح للذهب فرصاً لإثبات مكانته كوسيلة فعّالة لحفظ الثروات في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة.

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تغييرات سعرية حيث تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.3%، بينما ارتفع البلاتين بواقع 1.1%، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.2%، مما يعكس تفاوتاً في الاستثمار في هذه المعادن.