«قفزة جديدة» أسعار الذهب تزيد وسط مخاوف الرسوم الجمركية والبحث عن الأمان

تشهد أسعار الذهب صعوداً ملحوظاً مع استمرار الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أدى إلى اتجاه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة كسبيل للتحوط، يشهد السوق أيضاً توترات على صعيد العلاقات الاقتصادية العالمية خصوصاً مع إعلان الرئيس الأميركي عن رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، هذه الأحداث دفعت الذهب للارتفاع بنسبة 0.5 بالمئة لتصل تعاملاته الفورية إلى 3305.85 دولار للأونصة.

ارتفاع أسعار الذهب وتراجع الأصول ذات المخاطر

مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية وتجدد النزاعات التجارية، يواصل الذهب جذب الأنظار كونه ملجأً آمناً للاستثمارات، تيم ووتر، محلل السوق في KCM Trade، أشار إلى أن السوق يشهد تراجعاً في الأصول التي تمثل مخاطر، بما في ذلك الأسهم العالمية، حيث تزامن هذا مع انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.2 بالمئة، وهو ما جعل الذهب أقل تكلفة بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة، هذا التراجع في الدولار كان بمثابة محفز إضافي للطلب على المعدن النفيس.

قرار ترامب وأثره على أسعار المعادن

القرار الأخير للرئيس الأميركي بزيادة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم من 25 بالمئة إلى 50 بالمئة خلق دعماً إضافياً لسوق المعادن، إذ دفعت الخطوة الأوروبية إلى اتخاذ موقف حذر وتحذيرها من احتمال اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل هذه التداعيات عادة ما تصب في مصلحة الأصول الآمنة، بما في ذلك الذهب، الفضة، والبلاتين، وكان من اللافت أن الفضة حافظت على استقرارها عند 32.99 دولار للأونصة خلال نفس الفترة.

النزاع الروسي الأوكراني يدفع أسعار الذهب للارتفاع

ظل النزاع بين روسيا وأوكرانيا محركاً رئيسياً لتغيرات أسعار الذهب، مع تصاعد الأعمال العدائية والهجمات المتبادلة قبيل جولة محادثات السلام في إسطنبول، أظهر السوق حساسيتة تجاه هذه التوترات، حيث تعتبر المعادن النفيسة، ولاسيما الذهب، خياراً مفضلاً في أوقات التقلبات الجيوسياسية، من المتوقع أن تستمر هذه الأوضاع في التأثير على توجهات المستثمرين خلال الفترة المقبلة.

خطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها

تتجه الأنظار أيضاً إلى تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع، حيث يعتبر الكثيرون أن هذه التصريحات قد تحمل مؤشرات مهمة حول السياسة النقدية، وقد صرّح عضو الفيدرالي كريستوفر والر أن خفض معدلات الفائدة قد يكون وارداً في وقت لاحق من هذا العام، يتوقع المستثمرون أن تساهم هذه التوجهات في تعزيز الطلب على الذهب، نظراً لأن معدلات الفائدة المنخفضة تزيد من جاذبية المعادن النفيسة.

نظرة عامة على المعادن الأخرى

شهدت أسعار الفضة استقراراً كاملاً بينما تراجع البلاتين والبلاديوم بنسب بسيطة بلغت 0.6 بالمئة و0.5 بالمئة على التوالي، يأتي هذا التراجع في سياق طبيعي نظراً للتوترات الاقتصادية العالمية، والتي تظهر تأثيراً متزايداً على القطاعات المختلفة، تجعل هذه التغيرات الذهب لاعباً أساسياً يظل محافظاً على أدائه بالرغم من تقلبات المعنويات في الأسواق.