«تراجع أسعار» النفط يهبط بسبب قلق الأسواق من زيادة إنتاج أوبك+

شهدت أسعار النفط انخفاضاً ملحوظاً خلال آخر جلسة في البورصة العالمية، حيث تزايدت التوقعات بإقرار تحالف أوبك+ زيادة في إنتاج الخام لشهر يوليو بشكل يفوق الزيادات السابقة، مما أثر على حركة السوق وأدى إلى ضغوط بيعية ملحوظة، وتُعتبر هذه التحركات مؤشراً على تذبذب السوق تحت تأثير العوامل العالمية والإقليمية.

أسعار عقود النفط وانخفاضها الملحوظ

سجلت عقود خام برنت تراجعاً بمقدار 25 سنتًا، أي ما يعادل 0.39% من قيمتها، لتصل إلى 63.90 دولارًا للبرميل، كما انخفض أيضًا خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 15 سنتاً، بنسبة 0.25%، ليستقر عند 60.79 دولارًا للبرميل، وعزز هذا الانخفاض الحاد ضغوطاً إضافية على السوق، لا سيما بعدما شهد المؤشر تراجعاً يزيد على دولار واحد في وقت سابق من اليوم.
ومع دخول عقد يوليو مراحله الأخيرة، أُغلقت تداولات عقود أغسطس الأكثر نشاطاً بتراجع مقداره 71 سنتاً، ما يعادل انخفاضاً بنسبة 1.12% ليسجل 62.64 دولارًا للبرميل، هذا التحول يعكس حالة القلق التي تسيطر على الأسواق قبيل التحديثات المتوقعة من أوبك+.

توقعات تحالف أوبك+ بزيادة الإنتاج

تشير تقارير صحفية إلى أن تحالف أوبك+ يناقش حالياً زيادة الإنتاج لشهر يوليو، ربما تتجاوز المعدل الحالي البالغ 411 ألف برميل يومياً، وقد أشار محللو الأسواق إلى أن هذه الخطط قد تضيف عبئاً إضافياً على السوق، ويعتقد خبراء من شركات تحليلات أن هناك فائضاً عالمياً في الإنتاج يصل إلى 2.2 مليون برميل يومياً، ذلك يضطر التحالف إلى التفكير بعمق لتفادي اضطرابات سوقية إضافية.
كما أظهرت التحليلات أن الأسعار المتوقعة قد تستمر في الانخفاض ضمن نطاقها الحالي وتحدد مستويات أقل من 60 دولاراً للبرميل مع دخول النصف الثاني من العام، وذلك استجابة لزيادة الإنتاج المحتملة بالإضافة إلى أهمية تحقيق التوازن المطلوب بين العرض والطلب.

تصريحات سياسية وتأثيرها على أسعار النفط

أثرت التصريحات السياسية الأخيرة بشكل بارز على أسعار النفط بعد أن أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات تؤكد إمكانية فرض تعريفات إضافية على الواردات الصينية عبر منصة Truth Social، ويأتي هذا في خضم نزاع تجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين قد يعيد تشكيل اتجاهات الطلب العالمي على النفط.
كما زادت حدة التأثيرات مع إعلان محكمة استئناف اتحادية استئناف فرض تعريفات جمركية بشكل مؤقت بعد تعليقها سابقاً، الأمر الذي فاقم القلق لدى المستثمرين وأدى إلى تراجع المؤشرات المرتبطة بالطلب العالمي.

عدد منصات الحفر وتأثيره

على صعيدٍ آخر، سجلت البيانات الصادرة عن شركة Baker Hughes انخفاضاً في عدد منصات الحفر النفطية والغازية بالولايات المتحدة للأسبوع الخامس على التوالي، حيث وصل عدد منصات النفط إلى 461 منصة، بينما ازداد عدد منصات الغاز قليلًا ليبلغ 99 منصة، ورغم هذا الارتفاع الطفيف في منصات الغاز، فإن انخفاض إجمالي المنصات بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي يعكس حجم التراجع في نشاط قطاع الطاقة.
ومن الجدير بالذكر، فإن معدلات الحفر المنخفضة تظل قضية هامة على المدى الطويل مع الإشارات المستمرة إلى أن الإنتاج الإجمالي قد يواجه قيوداً إضافية لضمان التوازن.