«أحداث مشوقة» مسلسل أمريكي عن صدام حسين يُصوّر بالكامل في سوريا قريبا

في قلب القاهرة، تتحول أحياء المدينة ومعالمها التاريخية إلى خلفية مشهدية لمسلسل أمريكي جديد يوثق اللحظات المثيرة لاستجواب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عقب سقوطه في يد القوات الأمريكية، حيث يتم تصوير مسلسل “التحقيق مع الرئيس” بشكل كامل في مصر، مستندًا إلى وقائع حقيقية تناولها المحقق الأمريكي جون نكسون في كتابه الشهير “استجواب الرئيس”.

مسلسل “التحقيق مع الرئيس” يُصوّر بالكامل في مصر

يُعتبر تصوير المسلسل بالكامل في مصر خطوة غير تقليدية؛ حيث تسعى هوليود إلى استغلال المواقع المميزة هناك لتقديم صورة قريبة من الواقع، خاصة للأحداث السياسية في الشرق الأوسط، وقد شملت مواقع التصوير شارع المعز الأثري، قصر الأمير طاز، ومطار غرب، بالإضافة إلى الديكورات المعدلة مسبقًا لإحدى الأعمال المصرية، العمل مكون من 6 حلقات قصيرة تعكس مشاهد الاحتلال الأمريكي وتقع أحداثه الرئيسية بين عامي 2003-2006، أما الانتهاء من التصوير في مصر قد تم تحديده لشهر سبتمبر؛ حيث يتبقى تصوير المشاهد الليلية لتحضير العمل للعرض بداية من إبريل المقبل بالتزامن مع موسم المسلسلات الدولية الضخمة، نظير لذلك، سيقوم المنتج المصري تامر مرتضى بالإشراف على التوزيع الإقليمي للعمل في الشرق الأوسط.

تجسيد شخصية صدام حسين وأدوار الممثلين

يقوم وليد زعيتر، الممثل الأمريكي من أصل فلسطيني، بتجسيد شخصية صدام حسين بدقة عالية، وهو المعروف بأدواره السابقة مثل مشاركته في فيلم “الملاك”، ليقدم هذه المرة دورًا صعبًا سياسيًا واجتماعيًا بكل تحدياته، ويشاركه البطولة جويل كينمان في دور المحقق جون نكسون، والممثلة دانييل لويس التي تؤدي شخصية كوندوليزا رايس، اختيار الممثل الفلسطيني للتعبير عن شخصية عراقية معقدة كهذه أثار الكثير من الجدل، مع تعزيز الحضور العربي داخل الإنتاج الهوليودي الضخم، كما بدا واضحًا سعي صنّاع العمل لتحقيق الواقعية والحيادية من خلال تدريب مكثف لزعيتر على اللهجة العراقية بمساعدة مستشارين محليين للتدقيق في أدق التفاصيل التاريخية والاجتماعية للعمل.

قصة كتاب جون نكسون وراء المسلسل

المسلسل يستمد محتواه من كتاب “استجواب الرئيس”، الذي ألفه المحقق السابق جون نكسون ليعرض قصص الاستجواب الحقيقية لصدام حسين، حيث يعتمد المسلسل على نقل الأحداث بدقة ومصداقية، ومن أبرز جوانب الكتاب هي لحظة تنفيذ الإعدام التي تم تصويرها بواقعية محاكية للأحداث كما وصفها نكسون، إذ تسعى المشاهد لتمثيل اللحظة الدرامية التي علقت في ذاكرة العالم، نكسون أشار أيضًا في عمله الأدبي إلى كيفية إسقاط النظام العراقي بناءً على معلومات مغلوطة، وسوء تقدير للمعطيات السياسية التي أدت لاحقًا إلى الفوضى الإقليمية، حيث اعتبر أن سقوط صدام حسين قد ساهم بشكل كبير في نشوء ثغرات للفكر السلفي المتشدد، ما جعل كتابه واحدًا من أهم المراجع التي استند إليها المخرج ليزلي جريف في إعداد العمل.

في الختام، فإن مسلسل “التحقيق مع الرئيس” يُعد مزجًا دراميًا وحقيقيًا بين السياسة الدولية وتأثيرها الإقليمي، مما يضعه في قلب اهتمام الجمهور العربي والدولي، بانتظار عرضه ليكشف عن زوايا جديدة لأحداث شكّلت ملامح الشرق الأوسط الحديثة.