«اتفاق تاريخي» ارتفاع أسعار النفط 2.5% بعد تفاهم جديد بين أمريكا والصين

شهدت أسعار النفط اليوم ارتفاعاً كبيراً يتجاوز 2.5% بدعم من الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين، حيث اُتفق على تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة، مما ساهم في تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين. وبلغت العقود الآجلة لخام برنت 65.59 دولاراً للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.77 دولاراً للبرميل، ما يعكس تحسناً ملحوظاً في معنويات الأسواق.

الاتفاق التجاري وتأثيره على أسعار النفط

الاتفاق الجديد بين أمريكا والصين شمل خفض الرسوم الجمركية من 125% إلى 10%، ما يعزز النشاط التجاري العالمي ويرفع توقعات الطلب على النفط. إلا أن الرسوم الأمريكية البالغة 20% على الواردات الصينية المتعلقة بمادة الفنتانيل ستبقى كما هي، ما يجعل إجمالي الرسوم المفروضة على الصين يصل إلى 30%. هذه التطورات تشير إلى تحسّن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، الأمر الذي من شأنه دعم الأسواق النفطية وضمان استقرار الإمدادات العالمية؛ بالتالي، من المتوقع أن يستمر الأثر الإيجابي لهذا الاتفاق مستقبلاً على أسواق الطاقة العالمية.

زيادة المعروض النفطي وتأثيره على السوق

في الوقت الذي تسجل فيه أسعار النفط مكاسب جديدة، أعلنت منظمة أوبك وشركاؤها في تحالف أوبك+ عن خطط لزيادة الإنتاج النفطي خلال شهري مايو ويونيو، سعياً لتلبية الطلب المتزايد وتقليل الضغوط السعرية. من المتوقع أن تساهم زيادة الإنتاج هذه في توفير إمدادات إضافية للسوق، ما قد يُبقي الأسعار في مستويات مستقرة رغم زيادة الطلب. ويرتبط ذلك أيضاً بالمفاوضات النووية الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات وزيادة صادرات النفط الإيراني بشكل تدريجي.

التوقعات المستقبلية لأسواق النفط

مع تحسن العلاقات التجارية العالمية وزيادة النشاط الاقتصادي، تبرز مؤشرات إيجابية تعكس استقرار أسواق النفط على المدى القريب. ومن المتوقع أن يظل الطلب مرتفعاً، مما قد يعزز الأسواق إذا استمرت الاتفاقيات والتفاهمات الدولية. إلا أن زيادة الإنتاج وتوسيع نطاق صادرات النفط الإيراني قد يشكلان عوامل ضغط مستقبلية على الأسعار. يُضاف إلى ذلك المخاوف الجيوسياسية التي قد تؤثر على استقرار الإمدادات، مثل تطورات المفاوضات النووية أو أي أزمات سياسية محتملة في مناطق الإنتاج الكبرى.