أسعار الذهب العالمية ترتفع بقوة مدفوعة بتحذيرات الفيدرالي الأمريكي الأخيرة

تشهد أسعار الذهب تقلبًا ملحوظًا مؤخراً، مدعومة بالاضطرابات الاقتصادية العالمية وتصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول التضخم وسوق العمل. يسعى المستثمرون حالياً لتقييم الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين للحصول على إشارات تدعم قراراتهم الاستثمارية. يُعتبر الذهب، الذي يُعرف بلقب “الملاذ الآمن”، وسيلة موثوقة لحفظ القيمة في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي.

أسعار الذهب العالمية وتأثير الاحتياطي الفيدرالي

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتسجل 3,384.99 دولار للأوقية، بينما استقرت العقود الأمريكية الآجلة عند 3,392.00 دولار للأوقية. جاء ذلك عقب تثبيت مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، مع تحذيراته بشأن التضخم وأوضاع سوق العمل، مما شكل مصدر قلق كبير للمستثمرين. يجذب الذهب الانتباه كأداة تحوط ضد التضخم، خاصة مع استمرار التضارب في السياسات النقدية والرسوم الجمركية المفروضة على مستوى عالمي.

أهمية الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية

يمثل الذهب عنصرًا حيويًا في عالم الاستثمارات، إذ يُعتمد عليه في فترات تقلب الأسواق. ومع بقاء أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة، يُحافظ المعدن الأصفر على جاذبيته كأصل غير منتج للعوائد ولكنه يُعزز من استقرار المحفظة الاستثمارية. يُضاف إلى ذلك زيادة الطلب عليه في أوقات الاضطرابات السياسية والمالية، مثل النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين. تظل الصين طرفاً هامًا في هذه المعادلة، حيث ألمح الرئيس ترامب مؤخراً إلى احتمالية بدء محادثات تجارية بين البلدين؛ وهي تصريحات قد تؤدي إلى تغييرات ملموسة في الأسواق.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر النشاط الملحوظ على الذهب فقط، بل تأثرت أيضاً المعادن النفيسة الأخرى كُلياً بالأجواء الاقتصادية. استقر سعر الفضة في التداولات الفورية عند 32.46 دولار للأوقية، بينما ارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 0.5% لتصل إلى 978.56 دولار. أما البلاديوم فقد شهد انخفاضًا بنسبة 0.7% مسجلاً 965.78 دولار. هذه التحركات تدل على حساسية جميع المعادن تجاه التحولات الاقتصادية والسياسية، مما يجعلها خيارات استثمارية جذابة بجانب الذهب.

في ظل الاضطرابات الاقتصادية الراهنة، يظل الذهب والمعادن النفيسة الأخرى جاذبة للمستثمرين. ومع استمرار السياسات التجارية المتذبذبة، من المتوقع أن تتغير الأسعار بناءً على مستجدات العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وكذلك قرارات البنوك المركزية.