أسعار النفط ترتفع وسط ترقب عالمي لمحادثات التجارة بين أمريكا والصين

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً اليوم لتبقى فوق أدنى مستوياتها خلال السنوات الأربع الماضية، مدعومة بتفاؤل المستثمرين حول محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب ظهور علامات على تراجع في الإنتاج الأمريكي. يأتي هذا التحسن بعد فترة من التقلبات الناتجة عن عدة عوامل أبرزها قرارات تحالف “أوبك+” وزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية التي أثرت سلباً على الطلب العالمي على الطاقة.

ارتفاع أسعار النفط وتأثير الاستثمار العالمي

ارتفع سعر خام برنت خلال التداولات الأخيرة بمقدار 51 سنتاً ليصل إلى 62.66 دولاراً للبرميل، بينما شهد خام غرب تكساس الوسيط صعوداً بمقدار 58 سنتاً ليبلغ سعره 59.67 دولاراً للبرميل. يستمد السوق زخمه ليس فقط من مؤشرات تراجع الإنتاج بل أيضاً من دعم متزايد من الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين التي أظهرت تعافياً جيداً في الإنفاق الاستهلاكي خلال عطلة عيد العمال. هذا التعافي عزز من ثقة المستثمرين بعودة الطلب على النفط إلى مستويات إيجابية ما يعكس توقعات بتحسن شامل في الاقتصاد العالمي.

تراجع المخزونات الأمريكية وأثره على أسعار النفط

وفقاً للبيانات الصادرة عن “معهد البترول الأمريكي”، شهدت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة تراجعاً مقداره 4.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 2 مايو. وكان محللون استطلعت وكالة “رويترز” آراءهم قد توقعوا انخفاضاً أقل بكثير بحدود 800 ألف برميل فقط. وبالرغم من ذلك، تعززت توقعات المستثمرين بفعل هذا الانخفاض الكبير الذي يشير إلى تزايد الطلب الداخلي على النفط. يتزامن هذا مع التحسن في البيانات الاقتصادية الأوروبية التي تظهر نمواً بمعدل 0.4% في أرباح الشركات للربع الأول، ما يدعم تفاؤلاً أوسع في السوق.

الدور الرئيسي لتحالف أوبك+ في تقلبات السوق

لا تزال قرارات تحالف “أوبك+” تلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاه السوق، حيث أدت زيادة الإنتاج الأخيرة إلى خفض أسعار النفط بشكل حاد في البداية. ومع ذلك، بدأت جهود التحالف في اتخاذ مسار جديد لدراسة خفض وتيرة الإنتاج أو تعديل السياسات الحالية، مما قد يساهم في استقرار العرض أمام الطلب العالمي المتذبذب. هذه الخطوة تعكس وعياً بأهمية الحيلولة دون زيادة تخمة المعروض التي تؤثر سلباً على السوق في ظل الضغوط الاقتصادية الراهنة.

في النهاية، يمثل سوق النفط العالمي نقطة تعافي حيوية للاقتصاد العالمي. ومع استقرار الأسواق الآسيوية والأوروبية وتحركات التحالفات الكبرى، من المتوقع أن تتحسن التوقعات للربع الثاني من العام الجاري.