أسعار الذهب تتراجع مع تفاؤل الأسواق بشأن محادثات التجارة الأمريكية الصينية

تراجعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء نتيجة انخفاض الطلب على الأصول الآمنة، مع تزايد التفاؤل بشأن استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ينتظر المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر لاحقًا، والذي سيكون له تأثير كبير على قرارات السياسة النقدية وتوقعات السوق بشأن معدلات الفائدة، حيث تتجه الأنظار نحو أي مؤشرات مستقبلية قد تصدر عن جيروم باول وأعضاء المجلس.

تأثير المحادثات التجارية على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا مع تواتر الأخبار الإيجابية حول المحادثات التجارية بين أمريكا والصين. استقرت أسعار الذهب عند 3385.79 دولارًا للأونصة بانخفاض بنسبة 1.2%، فيما تراجعت العقود الآجلة بنحو 0.9% لتصل إلى 3393.70 دولارًا. ويرجع هذا التراجع إلى حالة التفاؤل السائدة حيال المحادثات التجارية المقبلة بين الجانبين، حيث يُنتظر اللقاء المرتقب بين كبار المسؤولين التجاريين الأمريكيين والصينيين في سويسرا نهاية الأسبوع الجاري، لإيجاد حلول للتوترات الاقتصادية المستمرة الناتجة عن تبادل فرض الرسوم الجمركية بين البلدين.

دور الفيدرالي الأمريكي في توجيه مسار الأسعار

يعتمد توجه أسعار الذهب بشكل كبير على قرارات السياسة النقدية وأداء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. من المتوقع أن يُبقي المجلس معدلات الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب. المتداولون يتوقعون خفضًا بمقدار 80 نقطة أساس في وقت لاحق من السنة، بدءًا من يوليو. ومع ذلك، فإن أي تصريحات من رئيس المجلس، جيروم باول، بشأن توقيت الخطوات المقبلة قد تغير المشهد وتُحدث تقلبات كبيرة في السوق. الذهب يُعتبر تقليديًا ملاذًا آمنًا في ظل الأزمات الاقتصادية أو السياسية، لكن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة قد توفر مزيدًا من الدعم لهذا المعدن الثمين على المدى الطويل.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم تكن المعادن النفيسة الأخرى بمنأى عن التأثيرات السوقية؛ فقد شهد سعر الفضة الفورية تراجعًا بنسبة 0.7% إلى 33.01 دولارًا للأونصة. أما البلاتين، فقد انخفض بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليستقر عند 983.60 دولارًا. البلاديوم سجل انخفاضًا أيضًا بنسبة 0.7% ليصل إلى 967.64 دولارًا للأونصة. تأتي هذه الانخفاضات في سياق تراجع الطلب العام على الأصول الملموسة بسبب حساسية الأسواق تجاه الإشارات الجيوسياسية والمخاوف من الركود الاقتصادي العالمي.

في ظل التوترات العالمية، يبقى الذهب الخيار الأمثل للتحوط، حيث يتأثر بأداء الاقتصادات العالمية وسياسات البنوك المركزية. الظروف الاقتصادية الراهنة تبرز أهمية متابعة التحركات السوقية الدقيقة لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة بناءً على التوقعات المستقبلية.