«عاجل» الحصيلة الأولية لضحايا القصف تعلنها جماعة الحوثي رسميًا اليوم

تتوالى التطورات في اليمن مع تصاعد التوترات الإقليمية، حيث ألقت الهجمات الجوية الأخيرة على مصنع أسمنت باجل في الحديدة بظلالها على الوضع الإنساني والأمني في المنطقة، وقد أسفرت الغارات التي نُفذت بمشاركة 30 مقاتلة عن إصابة 21 مواطنًا وتدمير المصنع جزئيًا، فيما تتهم جماعة الحوثي إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم.

الهجوم على الحديدة: غارات متعددة وأضرار واسعة

أفادت التقارير أن الهجمات الجوية على الحديدة تضمنت 8 موجات متتالية ألقت خلالها الطائرات الإسرائيلية 48 قنبلة على المواقع المستهدفة، وتركزت الغارات على ميناء الحديدة ومصنع الأسمنت في مديرية باجل، ما أدى إلى توقف شبه كلي لعمليات الميناء الحيوي الذي تعتمد عليه البلاد في توصيل الإمدادات الغذائية والطبية، وفي الوقت ذاته، أشار موقع “أكسيوس” إلى أن العملية جرت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي أُبلغت مسبقًا بالهجوم وفقًا لمصادر بارزة.

ردود أفعال جماعة الحوثي واستمرار التصعيد

تعكس تصريحات جماعة الحوثي حالة الغضب إزاء الهجوم الذي وصفته بأنه جزء من “العدوان المستمر” على اليمن، ويتهم الحوثيون التحالف الذي تقوده السعودية، إضافةً إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بالعمل معًا لفرض المزيد من الضغوط العسكرية والاقتصادية على البلاد، وكان الهجوم قد جاء بعد أيام قليلة من استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون في تل أبيب، بصاروخ باليستي فرط صوتي، مما يزيد احتمالات تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، الأمر الذي يهدد بجر المزيد من الأطراف الإقليمية في النزاع.

انعكاسات الهجوم على الوضع الإنساني في اليمن

يعتبر التصعيد الأخير في الحديدة نقطة انهيار إضافية في المشهد اليمني المعقد، حيث أن ميناء الحديدة يُعدّ الشريان الرئيسي لإدخال المواد الغذائية والإغاثية إلى شمال وغرب اليمن، ومع توقفه الحالي جراء الهجمات يصبح ملايين اليمنيين في مواجهة كارثة إنسانية وشيكة، في الوقت ذاته، تشير التقديرات إلى أن الأضرار الناتجة عن القصف الذي طال مصنع الأسمنت ستؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي وخدمات المجتمع في مديرية باجل وضواحيها.

في السياق الحالي، يتابع العالم بترقب تطورات الأزمة اليمنية وما قد ينتج عن تصعيد الأحداث في الحديدة، ويبرز السؤال حول مدى تأثير هذه العمليات على استقرار المنطقة ككل، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحلفائها من جهة وجماعة الحوثي وإيران من جهة أخرى، مما قد يؤدي إلى تداعيات جسيمة على المستوى الإنساني والسياسي في المستقبل القريب.