«حرية الصحافة» في خطر: نقابة المحررين تطالب بعدالة حقيقية لدم الصحافيين

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نُكرّم الصحافيين الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا للحرية والحقيقة، سواء من تعرضوا للاغتيال أو أصيبوا أثناء أداء واجبهم الصحفي. كما نلفت الانتباه إلى الانتهاكات الخطيرة التي تشهدها الصحافة في العالم، حيث لا تزال الاعتداءات ضد الصحافيين متواصلة بلا محاسبة، وسط غياب التشريعات والقوانين التي تضمن حمايتهم وسلامتهم.

دور الصحافة الحرة في تعزيز الديمقراطية

الصحافة الحرة تُعتَبَر أحد الركائز الأساسية لحماية الديمقراطية وتعزيزها، حيث تتيح للشعوب الوصول إلى المعلومة الدقيقة وتسهم في تعزيز الشفافية بين الحاكم والمحكوم. الدور الذي تلعبه الصحافة يمثّل جسرًا يدعم حقوق الإنسان ويساهم في كشف الانتهاكات، ما يعزز دورها كسلطة رابعة تحاسب وتكشف الحقيقة بغض النظر عن الحدود المرسومة. ومع ذلك، فإن حرية الصحافة تواجه تحديات كبيرة تتمثّل في تقييد الحريات، وضغوط الرقابة، والعنف الممارس ضد الصحافيين، مما يحول دون قدرتهم على أداء مهامهم بمهنية واستقلالية.

حرية الصحافة في لبنان: الإنجازات والمعوقات

لطالما كان لبنان من الدول التي تضع حرية التعبير في مقدمة أولوياتها، إلا أن الصحافة اللبنانية تواجه اليوم تحديات جسيمة تشمل التهديدات الأمنية، والتضييقات القانونية، وضعف البنية التشريعية المواكِبة لتطور القطاع الإعلامي. ولقد شهد المجتمع اللبناني فصولًا مأساوية راح ضحيتها العديد من الصحافيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقائق، وخاصة خلال الحروب والنزاعات؛ ومع ذلك، لا تزال التشريعات الحالية متأخرة عن مواكبة التطورات الإعلامية، ما يحتّم ضرورة إقرار قانون إعلامي عصري يعزز حرية الصحافة ويحمي الصحافيين من الانتهاكات.

مطالب تطوير القوانين الإعلامية

تجدد نقابة محرري الصحافة اللبنانية مطالبتها بإقرار قانون إعلام جديد، يعكس احتياجات العصر الحديث ويحد من التحديات التي يواجهها العاملون في القطاع. يجب أن يتسم هذا القانون بالمرونة، ليشمل المطبوعات الورقية والرقمية، الإعلام المرئي والمسموع، ويحمي حرية التعبير بما يتماشى مع الأطر الدستورية. كما ينبغي أن يعزز شفافية القطاع، ويحدد مدونة سلوك مهنية شاملة، تضمن استمرارية الصحافة كأداة تغيير إيجابية تسهم في التنمية الثقافية والسياسية والاجتماعية في لبنان.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نشدد على أهمية التضامن العالمي لحماية الصحافيين وضمان بيئة آمنة لممارسي المهنة، فحرية الصحافة ليست مجرد حق مهني، بل هي أساس لخلق مجتمعات تنبض بالحياة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. يجب أن تبقى الصحافة بكل أشكالها داعمة للحقائق، تُعلي الصوت الحر، وتتصدى لكل محاولات إسكاتها.