«عودة كاملة» للكهرباء في إسبانيا بعد انقطاع واسع يثير الجدل

تعرضت إسبانيا والبرتغال مساء الإثنين لانقطاع واسع النطاق في التيار الكهربائي، مما أثر على القطاعات الحيوية وأثار القلق بين السكان، لكن السلطات أطلقت تصريحات مطمئنة تؤكد استعادة نحو 99٪ من الإمدادات بحلول فجر الثلاثاء، مشيرة إلى جهود كبيرة تم بذلها للتغلب على الأزمة، وسط تحقيقات مستمرة لمعرفة الأسباب الرئيسية وراء الانقطاع.

عودة شبه كاملة للتيار الكهربائي في إسبانيا

أعلنت شركة “ريد إلكتريكا” الإسبانية عن استعادة 99.16% من الطاقة الكهربائية بحلول فجر الثلاثاء، حيث ساعد إنتاج أكثر من 21 ميغاوات من الطاقة على إصلاح واستعادة معظم شبكة الكهرباء المتضررة، وشددت الشركة على أن هذه الجهود قد تمت بفضل تكاتف العاملين في مجال الكهرباء والدعم الإقليمي من شبكات كهرباء الدول المجاورة لإسبانيا، مثل فرنسا والمغرب، الذين ساهموا في الإسراع بعودة الإمدادات إلى طبيعتها في مناطق الشمال والجنوب.

التحقيقات جارية لمعرفة أسباب انقطاع التيار الكهربائي

أشار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى أن الحكومة لن تستثني أية فرضيات خلال التحقيق في أسباب الانقطاع، ووصف الأمر بأنه غير مسبوق وشمل البرتغال وأجزاء من فرنسا نتيجة خلل في الشبكة الأوروبية، رغم إعلان المسؤولين الفرنسيين والمغاربة تعاونهم لحل المشكلة بسرعة، إلا أن تفاصيل السبب الرئيسي ما زالت مجهولة حتى الآن، ولم يتم إصدار أي بيان رسمي حول متى سيتم الإعلان عن استنتاجات التحقيق النهائية.

لا أدلة على هجوم سيبراني وراء الحادثة

رغم القلق من احتمالية وجود هجوم إلكتروني كان سببًا للانقطاع، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في تصريحات نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه لا توجد أدلة حاليًا تشير إلى أي عمل تخريبي رقمي، بناءً على النتائج الأولية للتحقيقات، وأكدت السلطات الإسبانية بدورها على بذل جهود كبيرة لتعزيز أمن الشبكة الوطنية وتوفير الحماية لها في المستقبل لتجنب أية حوادث مشابهة، مع طمأنة المواطنين بعدم تضرر الأنظمة المالية أو الأمنية.

تداعيات انقطاع الكهرباء وتأثيره على الخدمات

لم تقتصر آثار الانقطاع على الكهرباء فقط، بل امتدت لتشمل شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة، بالإضافة إلى تعطل بعض القطارات والمطارات في المناطق المتضررة، مما أدى إلى حالة من الاضطراب لدى السكان، لكن خلال الساعات التالية أعلنت معظم القطاعات عودة عملها بشكل كامل، خاصة مع تطمينات السلطات المحلية لكل من إسبانيا والبرتغال بعودة تشغيل المحطات الفرعية في البلاد واستقرار الأنظمة الأخرى.

استقرار شبكات الكهرباء جاء كنتيجة لتضافر الجهود الدولية والإقليمية لتثبيت كفاءة نظام الكهرباء، بعد الدعم الذي تلقته البلاد من دول الجوار مثل فرنسا والمغرب، مما أثبت أهمية التعاون الدولي في مثل هذه الظروف الطارئة.