«انخفاض كبير».. أسعار الذهب تهبط 40 دولارًا مع جهود تهدئة حرب الرسوم

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم، متأثرة بتحركات الدولار الأميركي الذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا أمام عدد من العملات الرئيسية، فضلاً عن قرارات اقتصادية صينية قد تُحدث تغييرات جوهرية في الأسواق. تأتي هذه التأثيرات في سياق التحركات الاقتصادية بين أبرز القوى العالمية، ما يسلط الضوء على أهمية متابعة التغييرات في أسعار المعادن النفيسة.

تراجع أسعار الذهب وتأثير الدولار الأميركي

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا لافتًا مع ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي إلى مستويات جديدة، حيث تؤثر العلاقة العكسية بين الدولار وأسعار الذهب بشكل دائم. سجلت العقود الآجلة للذهب تراجعًا بنسبة 1.18% لتصل إلى 3309.10 دولارًا للأوقية، فيما هبطت العقود الفورية إلى مستوى 3304.65 دولارًا للأوقية. هذه التحركات جاءت وسط إشارات إيجابية من الصين تتعلق بتعليق الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الأميركية، ما أدى إلى تعزيز الدولار في الأسواق العالمية. هذه التطورات تعكس كذلك حالة التوتر الجيوسياسي التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي.

الصين والرسوم الجمركية: تأثير محتمل على الذهب

تدرس الصين تعليق الرسوم الجمركية على بعض الواردات الأميركية، وهي خطوة قد تمثل تحوّلًا جذريًا نحو تهدئة النزاعات التجارية بين البلدين. تم تداول قائمة شملت 131 صنفًا من السلع المحتملة للإعفاءات، ما ساهم في تقليل الاعتماد على الذهب كملاذ آمن. بين هذه السلع مواد كيميائية ولقاحات ومحركات طائرات، وهو ما يعكس اتجاهاً نحو تعزيز العلاقات التجارية الثنائية وتقليل التوترات بين الولايات المتحدة والصين، لكن لا تزال الأسواق تراقب بحذر تأثير هذه التحركات مستقبلاً.

العوامل المستقبلية المؤثرة في أسعار الذهب

بالرغم من الانخفاض الحالي، لا تزال عوامل هيكلية طويلة الأجل تدعم أسعار الذهب، بما في ذلك الطلب المتزايد من الأسواق الناشئة، وانخفاض معدلات الفائدة العالمية، وعدم الاستقرار الجيوسياسي. من الجوانب الأخرى، أسهمت أحداث مثل التصعيد بين روسيا وأوكرانيا والمحادثات التجارية الأميركية-الصينية في تشكيل منحنى أسعار الذهب هذا العام. يتضح كذلك من تصريحات المسؤولين الفيدراليين الأميركيين عدم وجود نية لمراجعة السياسة النقدية بشكل جذري، وهو ما يعزز احتمالية تذبذب أسعار الذهب في المستقبل القريب.

في ضوء هذه التحركات الاقتصادية العالمية، يُنصح المستثمرون بمراقبة تلك المؤشرات لاتخاذ قرارات استثمارية حكيمة في سوق المعادن النفيسة.