صدمة الذهب: أسعار الذهب تعرقل أحلام الزواج وتُدخل محال الصاغة في ركود

شهدت أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة في العراق ارتفاعًا كبيرًا، حيث تجاوز سعر المثقال الواحد من عيار 21 حاجز الـ690 ألف دينار عراقي، وسط توقعات ببلوغه نحو 700 ألف دينار، مما أدى إلى تراجع الإقبال على شرائه خاصة من قبل المقبلين على الزواج. وقد أدت هذه الزيادة إلى تأجيل العديد من الشباب لخطط الزواج، على أمل تحسن الأوضاع في المستقبل، وهو ما انعكس سلبًا على سوق الذهب والمجوهرات في البلاد.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثيره على المقبلين على الزواج

تُعد زيادة أسعار الذهب مؤخرًا سببًا رئيسيًا في تأجيل الشباب لخطط الزواج، حيث أصبحت تكلفة شراء الذهب مرتفعة للغاية بالنسبة للطبقة المتوسطة. وفقًا لتصريحات أصحاب محلات المجوهرات، فإن مثقال الذهب من عيار 21 يصل إلى 690 ألف دينار عراقي، وعيار 18 بلغ نحو 590 ألف دينار. سابقًا، كان مبلغ 5 ملايين دينار كافيًا لشراء 10 مثاقيل من الذهب، لكن في الوقت الحالي، لا يمكن لهذا المبلغ أن يغطي سوى ما يقرب من 7 مثاقيل فقط. هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعت الكثير من المقبلين على الزواج إلى الاقتصاد في نفقات شراء الذهب واقتصارها على قطع بسيطة كخاتم وقلادة صغيرة.

مبادرات لتخفيف أعباء الزواج في ظل ارتفاع الذهب

تتصاعد مطالبات المجتمع العراقي بضرورة تسهيل شروط ومتطلبات الزواج، ومنها تقليل المهور وتقديم الدعم المالي للشباب. ويقترح البعض تقديم الحكومة قروض استهلاكية لمساعدتهم على شراء الذهب كجزء من تكاليف الزواج، خاصة أن الزواج يشمل نفقات أخرى مثل تأثيث المنزل وشراء الملابس. يرى الخبراء أن طرح هذه القروض بدون أرباح وبتسهيلات سداد يمكن أن يساهم في تخفيف الأعباء المالية عن الشباب، مما قد ينعش أيضًا الأسواق المحلية المرتبطة بالزواج والمجوهرات.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتوقعات المستقبل

يرجع ارتفاع أسعار الذهب إلى أسباب اقتصادية عالمية متعددة، من بينها خفض مجموعة دول “بريكس” استثماراتها في السندات الأمريكية واعتمادها على الذهب كملاذ آمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدخال الذهب في تكنولوجيا الصناعات الإلكترونية زاد الطلب العالمي عليه، ما أسهم في دفع الأسعار إلى الارتفاع. كما أن التوترات الاقتصادية الناجمة عن سياسات دولية مثل الحروب التجارية والعلاقة العكسية بين الذهب والدولار هي عوامل أساسية تؤدي إلى تقلبات مستمرة في الأسعار. يتوقع الخبراء استمرار صعود أسعار الذهب في المستقبل، مما يضع تحديات إضافية أمام المخطِطين للزواج.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار الذهب، يبقى توجيه الجهود نحو تعزيز التعاون المجتمعي والدعم الحكومي السبيل الأفضل للتخفيف من تأثير هذه الأزمة على الشباب، مما يسهم في استقرار المجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا.