فرصة ذهبية: خسائر العقود الأمريكية تضع سعر الذهب تحت المجهر اليوم

تشهد الأسواق العالمية تأثيرات اقتصادية متزايدة نتيجة السياسات الأمريكية الجديدة، حيث أثر قرار تقييد تصدير الرقائق إلى الصين سلبًا ليس فقط على شركة إنفيديا التي توقعت انخفاض أرباحها بمقدار 5.5 مليار دولار، بل امتدت التبعات إلى قطاعات أخرى، وخاصة أسواق العقود الآجلة والتكنولوجيا الآسيوية. يعكس هذا التوجه الجديد الاهتمام الأمريكي بتقليل الاعتماد على الصين في توريد الرقائق والمعادن الأساسية.

تأثير القيود الأمريكية على صادرات الرقائق

القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الرقائق إلى الصين انعكست بشكل واضح على أسواق التكنولوجيا العالمية، حيث سجلت أسهم شركات التكنولوجيا الآسيوية تراجعًا ملحوظًا، في الوقت الذي خسرت فيه الشركات الأمريكية جزءًا من كفاءتها السوقية نتيجة تزايد التكلفة وتعقيد سلاسل التوريد. السوق الصيني، الذي يُعد أكبر مستهلك لهذه الرقائق، يمثل تحديًا كبيرًا للشركات التكنولوجية مثل إنفيديا وغيرها، الأمر الذي قد يعيد توجيه خطط الإنتاج والاستراتيجية شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ودوافعه

شهد الذهب ارتفاعًا عالميًا ملحوظًا للأسبوع الثاني على التوالي، حيث بلغ سعر أونصة الذهب نحو 3327 دولارًا، مسجلاً زيادة بنسبة 2.8% خلال الأسبوع الماضي. يُعد هذا الاتجاه الصعودي نتيجة الإقبال المتزايد من قبل البنوك المركزية على شراء الذهب، بجانب التوترات الجيوسياسية والمخاوف من الركود الاقتصادي في الأسواق العالمية. من المتوقع، بحسب بنك ANZ، أن تصل أسعار الذهب مع نهاية العام إلى 3600 دولار للأونصة مدفوعة بضعف الدولار واضطرابات سلاسل التوريد العالمية والمخاطر الجيوسياسية.

تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على الأسواق العالمية

التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين اتخذ منحى جديدًا بعد قرار الرئيس الأمريكي بفتح تحقيق في فرض رسوم جمركية على واردات المعادن الأساسية والرقائق الإلكترونية، مما أدى إلى تصاعد القلق في الأسواق الأسيوية والعالمية. تأتي هذه الخطوات مع تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي التي تشير إلى عدم نية خفض أسعار الفائدة، بينما تتوقع الأسواق استمرار ارتفاع معدلات التضخم نتيجة هذه الضغوط التجارية. هذه التوجهات تسببت في عزوف المستثمرين عن سندات الخزانة الأمريكية وزيادة التحوط بشراء الذهب كأداة أمان استثماري وسط حالة عدم استقرار الاقتصاد العالمي.

يمكن تمثيل تغييرات أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي في الجدول التالي:

في المجمل، تشير الأحداث الراهنة إلى تحديات عميقة في الأسواق العالمية بسبب السياسات الحمائية، وفي ظل تلك المستجدات تظهر المعادن الثمينة كالذهب كملاذ اقتصادي آمن أمام المستثمرين، بينما تواجه قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا معارك وجودية في ظل تغير معادلات السوق العالمية.