غالبًا ما نجد مناقشات حادة حول من هو الحيوان الأقوى، هل هو الأسد أم النمر ( الببر)؟ ولكن الكثير من الناس قد لا يأخذ ذلك بعين الاعتبار في عالم القطط الكبيرة أن هناك حيوان واحد يتجاوز جميع التقييمات إنه الجاجوار، يعتبر هذا الحيوان من بين الكائنات النادرة جدًا التي لا يوجد لديها منافس في الطبيعة، فهو يستطيع التغلب على أي كائن سواء كان صغيرًا أم كبيرًا، ويتميز الجاجوار بقوة عضته ومقدرته على كسر جماجم فرائسه بسهولة، مما يجعله من أخطر الكائنات في عالم الحيوانات، لنتعرف معًا على هذا الوحش الفتاك أكثر في هذا المقال.
حيوان الجاجوار
يتراوح وزن الجاجوار بين 57 و110 كيلوجرامًا، وبالرغم من أن وزنه ليس مثل وزن الأسود الذين يصل وزنهم إلى 190 كيلوجرامًا، فإن قوة فكه وعضته تعتبر الأقوى بين جميع الحيوانات، وتصل قوته إلى درجة الضعف، وتبلغ سرعته 80 كيلومترًا في الساعة.
على الرغم من أنه يعتبر صغيرًا بالمقارنة مع الأسود أو النمور، إلا أنه ثالث أكبر القطط البرية في العالم، والأكبر في الأميركتين، حيث يتراوح طول جسمه بين 1.20 متر و 1.90 متر، والطول الذي يمكن أن يبلغه في المتوسط هو 75 سم.
الجاجوار مثله مثل معظم القطط الكبيرة يحب العزلة ويعيش منفردًا، ويمكن أن يسيطر على منطقة تصل مساحتها إلى 80 كيلومتر مربع، ويميز المنطقة الخاصة به مثل باقي المفترسين بوضع علامات على الشجر.
الجاجوار ليس لديه وقت محدد للتزوج، فعملية التزاوج تحدث في أي وقت خلال السنة. وتستمر فترة الحمل لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتلد الأنثى عادة من اثنين إلى أربعة صغار في كل مرة، ومثل معظم الحيوانات، تقوم الأم بتربية الصغار وتعليمهم مهارات الصيد حتى يكبروا، وخلال هذه الفترة، تكون الأم قلقة من الذكور، حيث يمكن أن يقتل الذكور الصغار لتحفيز الأنثى على التزاوج مجددًا.
أين يعيش الجاجوار؟
في البداية لمعرفة مدي خطورة هذا الحيوان أن الحيوانات المفترسة في الغالب تصطاد ثم تذهب لمكان في الدراء ثم تتناول فريستها بعيدًا عن باقي المفترسين، أما صاحبنا الجاجوار يأكل في منتصف الغابة لا يوجد أي كائن حي يجرؤ على الاقتراب منه أو حتى النظر إليه أثناء تناول طعامه.
وعندما ذكرنا أن الجاجوار ليس لديه منافسين في الطبيعة، فقد تفكر في أنه يعيش في مناطق هادئة أو خالية من الحيوانات المفترسة، ولكن الحقيقة هي أنه لا يوجد مكان في العالم أخطر من المكان الذي يعيش فيه الجاجوار.
ينتشر الجاجوار في مناطق متعددة، بدءًا من المكسيك في أمريكا الشمالية حتى الأرجنتين في أمريكا الجنوبية، ويعيش في ثمانية عشر دولة، وتعتبر البرازيل أكبر موطن له.
بالنسبة لمنطقة الأمازون، فهي واحدة من أخطر المناطق على الأرض، حيث توجد بها حيوانات مفترسة خطيرة متنوعة، مثل الأفاعي والتماسيح، ومع ذلك لا يهاب الجاجوار أي حيوان في حوض الأمازون.
الجاجوار الصياد الأقوى
إذا سألت عن معنى كلمة “جاجوار” ستجدها مشتقة من كلمة في اللغات القديمة في أمريكا الجنوبية، تعني “الذي يقتل بقفزة واحدة”، وقائمة طعام الجاجوار تشمل كل أنواع الحيوانات حوله سواء صغيرة أو كبيرة حتي التمساح المخيف لم يسلم منه، بالإضافة لكونه حيوان خفيف وسريع، ويتميز بمهارة كبيرة في تسلق الأشجار والسباحة، ويمتاز بسرعته في السباحة وقدرته على اصطياد الفريسة في المياه، يعتبر أمهر القطط الكبيرة في السباحة، وبعض الباحثين يرون أن الببر قد يكون أمهر منه في هذا الجانب.
الجاجوار يتميز بقدرة الاستثنائية على التسلل والتحرك بكفاءة داخل بيئته، حيث يمتاز بخفة حركته وصمته الشديد، حتى أثناء تجواله في المياه الضحلة، لا يصدر أي ضجيج يمكن سماعه، وحتى عندما يكون تحت الماء بأكمله، لا يمكن سماع أي صوت يصدر منه أو تحديد موقعه، فيتمتع بالقدرة على التحرك دون أن ينبعث أي صوت يكشف عن وجوده، ورغم أنه قد يختار التسلل والاختباء في بعض الأحيان، إلا أنه يظهر فجأة للهجوم على فريسته، سواء كان على الأرض أو على الشجر، حيث يمكنه انتظار الفرصة المناسبة للانقضاض عليها.
الجاجوار ينقض بأنيابه على فريسته، التي تتحول في الحال الى جثة هامدة لا تحرك، ثم يسحب الجاجوار الجثة بأسنانه، تخيل قوته فقط من قدرته على رفع جثة تزن ما بين 125 و150 كيلوجرام بأسنانه فقط.
انقراض الجاجوار
أكبر تهديد على حياة الجاجوار يأتي من الإنسان، من خلال إزالة الغابات، والحرائق، والصيد غير المشروع، مما أثر بشكل كبير على عددها، ومع ذلك فإنها لا تزال تتكيف وتعيش في أي مكان تجدها، في البرية بكل قوة وإصرار.