سنتحدث عن وجبة تقريبًا هي الأسرع في التحضير وهي النودلز أو الشعرية سريعة التحضير، والمعروفة في الوطن العربي بسم الأندومي أو غيرها من المسميات، انتقلت إلينا من دول جنوب شرق أسيا، فالاندومي وجبة لذيذة بيتم تحضيرها بشكل سريع، بل رخيصة الثمن، وتنقذ الأمهات من متاعب الطبخ أو حتي الشباب العازب الذي يعيش وحده، فكل ما تحتجه كمية من الماء الساخن والتوابل الموجودة في الكيس، لكن بالرغم من كونها فعلاً مريحة ولا تستغرق وقت في التحضير إلا إنه يحوم حولها عدد كبير من المخاوف والتساؤلات سنجيب عنها في هذا المقال.
هل الأندومي مضر ويسبب السرطان؟
الحقيقة الضجة الحاصلة حول ضرر الإندومي من عدمه ليست بسبب كيس الشعيرية المتواجد داخله، ولكن المعضلة كلها في كيس البهارات، بجانب عدة عوامل أخري، نذكرها كالتالي:
- أول سبب رئيسي لشائعات ضرر الأندومي هو احتواء كيس البهارات على مادة إم إس جي أو جلوتامات أحادية الصوديوم، وهي مادة في حد ذاتها ليس لها طعم، لكن ولكن عندما يتم مزجها مع مجموعة التوابل ومكسبات اللون والطعم تعمل على خلق خليط متناغم ومستساغ أكثر من العادي، فهي تحسن من مزاق التوابل بشكل ملحوظ، كأنها تعمل على جعل التوابل تبذل أقصى ما عندها لإخراج مذاقها القوي.
أشارت مجموعة من الأبحاث أن هذه المادة عند وجودها في ظروف معينة يمكن أن تأثر بالسلب على صحة الدماغ ويمكن أن تسبب تورم وموت لخلايا الدماغ الناضجة وبضعف الذاكرة والأعصاب وعدم القدرة على التركيز، ولكن هذه الأبحاث منقسمة لمجموعتين كالتالي:
- المجموعة الأولى: تقول أن تأثير هذه المادة فقط يكون على من يعانون من حساسية تجاه مادة الجلوتامات أو حساسية للصوديوم ومشتقاته،
- المجموعة الثانية: تقول أن هذه المادة تؤثر على أي حد سواء لديه حساسية تجاهها أم لا.
وهذا الانقسام تحديدًا هو سبب الجدل الحادث حول الأندومي
- معظم أنواع الإندومي تكون منخفضة في الألياف والبروتين وتحتوي في نفس الوقت على كميات كبيرة من الدهون والكربوهيدرات، فوجود كمية قليلة والتي تقدر بأربع جرامات من البروتين في العبوة وجرام واحد من الألياف، هذا مع الأسف يزيد الإحساس بالجوع أكثر ولا يؤدي إلا لوجود إحساس وهمي بالشبع وبعد فترة زمنية بسيطة يعود شعور الجوع مرة أخري، وهذا يؤثر بالسلب على السمنة، بجانب وجود كميات العالية من الدهون والكربوهيدرات يترتب عليها فيما بعد أمراض مثل السكر والضغط والقلب.
- أخر عامل من عوامل الخطر في الأندومي هو اختلاف جودة مكونات نفس الطعام من بلد لبلد، بمعني أن الأندومي الموجود في بلد معين قد يكون أقل جودة من بلد أخر رغم أن البلدين يخضعان لنفس شركة التصنيع فالأندومي المتواجد في الشرق الأوسط قد يكون أقل جودة من ألندومي الموجود في دول أوروبا وشرق آسيا، فالرقابة ليست بهذه القوية على تصنيع هذه المنتجات ومراقبة جودتها في كل البلاد، فقد يخرج فرع الشركة في دولة ما ويعلن عن أمان المنتج تمامًا، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه آمن في باقي الدول المصنعة لنفس المنتج حتي لو من نفس الشركة.
في النهاية القرار عائد إليك، ولكن لا ننصحك بالإكثار من تناول هذه الوجبة السريعة أو باقي الوجبات السريعة بشكل عام.