ليه بنتعصب لما بنسمع صوت الخربشة والاحتكاك والتزييق في العادة؟

تخيلوا معنا صوت احتكاك شوكة في أحد الأطباق، أو صوت احتكاك طرابيزة كبيرة يتم سحبها علي البلاط، أو احتكاك أظافر امرأة على الجدار أو حتى صوت احتكاك الطباشير على السبورة، كلها أصوات تسبب الجنون والقشعريرة والألم للكثير منا، لكن السؤال هنا لماذا هذه الأصوات بالتحديد تسبب لنا كل هذا الإزعاج؟ دعونا نتفق أن درجة ارتفاع الصوت ليست هي العامل الوحيد المتحكم في مدي الأذى المُسبب من خلالها، فمن الطبيعي أن تكون الأصوات العالية مؤذية، ولكن هل يمكن أن تكون هناك أصوات منخفضة ومؤذية أيضًا؟ لنعرف معًا في هذا المقال.

ليه بنتعصب لما بنسمع صوت الخربشة والاحتكاك والتزييق في العادة؟
صوت الخربشة

هل صوت الخربشة والاحتكاك يسبب ألم؟

في بداية الأمر هذا سؤال منطقي ومهم، فهل بالفعل هذه الأصوات مؤذية أم أن الأمر مبالغ فيه من قبل البعض؟ ولكن في حقيقة الأمر الدراسات والتجارب التي أجريت أثبتت أن الأفراد الذين يتعرضون لتلك الأصوات بالفعل تُسبب لهم أذي كبير، فبعض الباحثين قاموا بإحضار مجموعة من الأفراد وقاموا بتوصيلهم بأجهزة تقيس ضربات القلب وضغط الدم والنشاط الكهربائي للجلد وهو نشاط يعبر عن الحالة العاطفية للشخص، ثم قاموا بتعرضيهم لأصوات خربشة واحتكاكات مزعجة حتي يكتشفوا بالتجربة العملية هل الأمر مجرد صوت مزعج فقط؟ أم أن الأمر بالفعل له تأثير سلبي على جسم الإنسان؟، وجاءت النتيجة أن هؤلاء الأفراد عندما تعرضوا لتلك الأصوات ظهرت عليهم أعراض ضغط وألم جسدي بشكل كبير، مما يثبت أن هذه الأصوات تسبب أذي بالفعل وأن الأمر ليس مبالغ فيه.

طبيعة الأصوات

كل الأصوات عبارة عن موجات أو ذبذبات تخرج من المصدر المسبب لها وتسبح في الوسط المحيط بها حتي تصل إلى قناة الأذن عند الإنسان، ثم تتحول لإشارات يستطيع الدماغ ترجمتها وفهمها، ولكن ليست كل الموجات الصوتية يستطيع المخ ترجمتها أو التعامل معها، وهذا من رحمة الله تعالي بالإنسان، فقد جعل الله للإنسان نطاق معين ومحدد للسمع يسمي بـ “نطاق السمع البشري” وهو عبارة عن مجموعة من الترددات التي يتعامل معها الدماغ دونًا عن غيرها من الترددات،

أسباب الانزعاج من الأصوات

داخل نطاف السمع البشري قد تسبب الأصوات الأذى في عدة حالات منها:

  • علو الصوت وضغطه وقوته: فالإنسان له مدي معين يمكنه أن يسمع من خلاله الأصوات بوضوح، وإذا تعرض لمدي أعلى يبدأ في التألم، وإذا زاد المدي بشكل غير طبيعي يمكن أن تتمزق طبلة الأذن.
  • مدي التردد وسرعة الذبذبات الصوتية: فمدي التردد الذي يمكن للإنسان أن يتحمله هو من 20 هيرتز لـ 20000 هيرتز، فإذا كانت ذبذبات الصوت سريعة يكون ترددها كبير وتُصدر صوت حاد مثل صوت الصافرة، وإذا كانت الذبذبات بطيئة فالتردد يكون قليل والصوت يكون غليظ مثل صوت زئير الأسد، وفي منطقة معينة من مدي التردد الذي يمكن للإنسان السماع فيه توجد منطقة تكون فيها أذن الانسان حساسة وهي من 2000 هيرتز لـ 4000 هيرتز وهي النطاق الذي يقع في أصوات الاحتكاكات المزعجة مثل الخربشة وغيرها، فبالرغم من أن هذه الأصوات منخفضة إلا أن التردد الخاص بها يسبب لنا الأذى.
  • العامل النفسي: فالأصوات الحادة مرتبطة عند بعض الناس بالخوف والخطر، فعند سماعها تعمل على تنشيط مسارات الخطر في الدماغ مما يسبب قلق وتوتر وانزعاج للشخص.
close