11:30 ص – السبت 11 يناير 2025
مقاومة الاحتلال بلا بندقية
كتب
عادل عبدالمحسن
ولدا في لبنان ويعيشان في بلجيكا، ووهبا نفسيهما لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية بإقامة دعاوي قضائية ضد جنود جيش الاحتلال الذين يحملون جنسيات أوروبية، بالإضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية.
ودعا دياب أبو جحجاء وكىيم محسون ، في مؤسسة هند رجب لملاحقة لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في أوروبا إلى التعرف على جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يحملون الجنسية الأوروبية.
تواصل مؤسسة هند رجب ملاحقتها لجنود جيش الاحتلال، وأعلنت الليلة الماضية أنها تقدمت بشكاوى في فنلندا والدنمارك والنرويج بعد أن قالت إن المقاتل ناهال الذي قدمت الشكوى ضده في السويد كان يحاول الهروب من البلاد.
وكتبت: “ندعو السلطات في هذه البلدان إلى منعه من الإفلات من الملاحقة القضائية”.
وقد أدت نفس المنظمة المناهضة للكيان الصهيوني إلى هروب مقاتل من جيش الاحتلال الإسرائيلي من البرازيل، وقدمت شكاوى ضد مقاتلين آخرين في تشيلي والأرجنتين وتايلاند، من بين أمور أخرى، والشخصان اللذان أسسا مؤسسة “هند رجب” يرأسانها وولدا في لبنان ويعيشان في بلجيكا – وبالأمس اتضح أن أحدهما طرد من الفصيل من قبل حزبه، والآخر أوضح هذا الأسبوع في منشور كتبه أنه لن يردعه – وسيواصل مطاردة القتلى من جنود الجيش الإسرائيلي.
ومؤسسة هند رجب هي في الواقع فرع من فروع حركة “30 مارس” التي أسسها الفلسطينيون في أوروبا مع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واسم المؤسسة هو نفس اسم الطفلة الغزية هند رجب البالغة من العمر 6 سنوات، والتي يؤكد الفلسطينيون أنها قتلت على يد قوات جيش الاحتلال يوم 29 يناير من العام الماضي مع جميع أفراد عائلتها، أثناء تواجدهم في سيارتهم بقطاع غزة.
مالكولم إكس للمسلمين في بلجيكا”
كان دياب أبو جحجاء وكريم حسون مؤسسا “هند رجب” قد ولدا بجنوب لبنان، وانضم دياب في شبابه” إلى حزب الله في الحرب ضد إسرائيل وشارك في التدريب العسكري.
حصل على الجنسية البلجيكية عام 1996 بعد زواجه من امرأة بلجيكية انفصل عنها فيما بعد. وأطلق على نفسه في مقال له منذ أكثر من 20 عاماً، لقب “مالكولم إكس المهاجرين المسلمين في بلجيكا”.
وفي عام 2001، أسس أبو جحجاء “الرابطة العربية الأوروبية” “AEL”، وهي منظمة تعمل في بلجيكا وهولندا وتهدف إلى “تعزيز اندماج المسلمين في أوروبا”.
ووصف هجمات 11 سبتمبر وسقوط البرجين التوأمين في نفس العام بـ “الانتقام الجميل”.
وفي عام 2010، فرضت محكمة هولندية غرامة على شركة AEL بعد نشر رسم كاريكاتوري ضد اليهود تحت زُعم معاداة السامية، وقال فيه إن “المحرقة تم اختلاقها من قبل اليهود”.
كما شارك في دعاوى قضائية ضد إسرائيل في بلجيكا.
وفي عام 2002، شارك في الدعوى المرفوعة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، الذي اتهمه بارتكاب جرائم حرب لتورطه في مذبحة صبرا وشيتيلا، وبعد عام، منعته بريطانيا من دخول أراضيها، بسبب آرائه المناهضة للجرائم الإسرائيلية.
وعلى مر السنين، نشر أبو جحجاء العديد من المقالات في شبكة الأخبار التابعة لحزب الله، ويعرب علنًا عن دعمه للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي بداية عام 2024 تمنى “عاما جديدًا من المقاومة والعدالة والمجد لفلسطين”.
وخلال الحرب، قدم أبو جحجاء شكوى في هولندا ضد جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي يحمل الجنسية الهولندية، إلى جانب جنود آخرين، واتهمهم بارتكاب جرائم حرب، ودعا أتباعه على الشبكات في نهاية عام 2023 إلى التعرف على جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يحملون الجنسية الأوروبية، من أجل تعزيز الإجراءات القانونية ضدهم.
وفي 17 أكتوبر من العام الماضي، بعد اغتيال السنوار، كتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “X”: ”يمكنكم قتل قادة المقاومة. موتهم هو شهادة ضدكم. وسيكتب التاريخ أنهم وقفوا وقالوا لا”. لقد أظهر الطريق الذي سيتبعه الملايين، وسوف تتلاشى قوتك، وبالتالي ستنتهي سيطرتك، وكذلك ستنتهي أنت”
وفي الأسبوع الماضي، كتب في منشور طويل على نفس الشبكة: “عندما قررت تعزيز العدالة ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين، فهمت العواقب.
وفي الأيام الأخيرة، وفي أعقاب التهديدات الإسرائيلية، قال: أعدت النظر في هذا – ولم أغير قراري ليس هناك عودة إلى الوراء، بعد أن شهدت الإبادة الجماعية، فالعدالة هي السبيل الوحيد للمضي قدما – ليس الانتقام، وليس العنف، ولكن العدالة من خلال المحاكم.
“هل سنعترف بإسرائيل؟ مثل احتمال أن يصبح بن لادن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية”.
أما المؤسس الثاني لمؤسسة “هند رجب” هو كريم حسون، الذي ولد أيضاً في لبنان، مثل أبو جحجاء، ويعيش حالياً في بلجيكا.
ويشغل كريم حسون منصب رئيس الجامعة العربية الأوروبية منذ عام 2005.
وفي مقابلة أجريت معه عام 2009، ذكر أن فرصة اعتراف جامعته بدولة إسرائيل “تساوي فرصة أن يصبح أسامة بن لادن رئيسًا للولايات المتحدة”. “. ووفقا له، “لن نعترف أبدا بدولة استعمارية عنصرية”.
في 8 أكتوبر ٢٠٢٣، بعد يوم واحد من هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس، ضد الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة غرد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “X”: “الفلسطينيون لم يغزوا إسرائيل، بل عادوا ببساطة إلى ديارهم ويطالبون بممتلكاتهم.
وفي حالة أخرى، عندما سئل حسون عما إذا كان سيدين حماس بعد هجوم طوفان الأقصى، كتب: “أنا أدين حماس لأنها لم تأخذ 500 أو 1000 رهينة، بدلاً من 200 فقط”. بالإضافة إلى ذلك، نُشرت وثائق تظهره وهو يرتدي قبعة حزب الله بكل فخر.
تم انتخاب حسون في أكتوبر الماضي لعضوية مجلس مدينة ويلبروك في منطقة أنتويرب ببلجيكا.
ولكن شكل زعماء الأحزاب في المدينة ائتلافا برشاوي مالية كبيرة من الجالية اليهودية وتم استبعاده من منصبه الذي شغله بالانتخاب.
وكانت مجلة يهودية بلجيكية قد قادت الحملة ضد حسون، حيث نشرت مقالات حول منشورات حسون على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشاد اتحاد المنظمات اليهودية في أوروبا (EJA) بقرار استبعاد محسون من الائتلاف.
وقال عضو البرلمان البلجيكي والمبعوث الدبلوماسي لاتحاد الجاليات اليهودية “EJA” مايكل فريليتش: “إن حسون من مؤيدي حماس وحزب الله ويجلب معاداة السامية إلى شوارع أوروبا”.
صرح العمدة إيدي باورز من حزب N-VA الذي ينتمي إليه فريليتش أنه لن يشكل ائتلافًا مع المسلمين، ورفض الاعتراف بحزب حسون.
وفي النهاية قام الحزب نفسه بعزل حسون من حزبه، حتى يتمكن من الانضمان للائتلاف.